نصائح تحضيريّة للصفّ الأوّل

الانتقال للصفّ الأوّل عبارة عن مرحلة جديدة مفصليّة في حياة أطفالنا، يحوي شعورًا مُختلطًا بين التّحدّي والفرح، ويتطلّب تجهّزًا وتحضّرًا لكلّ من الوالدين والأطفال نفسيًّا ومعنويًّا.
الانتقال للصّفّ الأوّل هو مرحلة جديدة وتجربة مُبكّرة تُؤثّر على نموّ الدّماغ، وتُوفّر الأسس لاكتساب اللّغة والتّفكير والقدرة على حلّ المشكلات وتنمية المهارات والمواهب.
جدير بالذّكر أنّ التّحضير الجيّد لصفّ الأوّل كالبناء المتين، يحتاج لأسسٍ قويّةٍ، عِمادها تعزيز الاستقلاليّة، الاحتواء، الثّقة والقبول، فهو يُقلّل من مخاوف الطّفل، يزيد ثقته بنفسه ويساعده على النّجاح.
نصائح تحضيريّة
التّعرّف إلى المدرسة:
- يُوصي بزيارة المدرسة قبل افتتاح السّنة الدّراسيّة والتّعرّف على بيئة الطّفل الجديدة (الصّفّ، مربيّ\ة الصّف، طلّاب الصّفّ، مبنى المدرسة)، ممّا يُعزّز الشّعور بالاطمئنان والانتماء وتسهيل عمليّة الانخراط.
- يُنصح بالتّعرف على تعليمات المدرسة، والبدء في الانكشاف تدريجيًّا على أنظمتها، كاللّباس المُوحّد، دلالة رنّ الجرس، اتّباع توجيهات المعلّمين.
التّحضير النّفسيّ العاطفي:
للوالدين دور أساسيّ وضروريّ في تحضير الأطفال نفسيًا وعاطفيًّا، إذ يقع على عاتقهم تعزيز شخصيّة أطفالهم لتسهيل هذه الفترة واجتيازها بسلام، وعليه يُنصح بـالتالي:
- منح طفلكم الكثير من المحبّة والتّشجيع، وإظهار مشاعركم الإيجابيّة بحماس، كقولكم: "أنت رائع، وأنا أثق بأنّك ستنجح وتستمتع".
- تخصيص وقتٍ للحديث مع طفلكم، الإصغاء إليه، سؤاله عن مخاوفه، مشاركة طفلكم لتجاربكم في الماضي وإتاحة التّعبير عن مشاعره تجاه انتقاله للصّفّ الأوّل. لغة الحوار المشتركة تُطمئن الطّفل، وتُشبع فضوله.
- الحرص على توفير قصص حول الموضوع، والحديث مع طفلكم حول مشاعره وأفكاره.
- تشجيع ودعم طفلكم على مجهوده المبذول، وليس على النّتيجة، لأنّ قدرات أطفالنا تتفاوت، وكُلّ طفلٍ مُميّز بطريقةٍ مُختلفةٍ.
- تجهيز الطّفل نفسيًّا واجتماعيًّا للتّأقلم مع التّحدّيات الاجتماعيّة المختلفة، مثل اكتساب أصدقاء جدد أو التّعامل السّليم مع الشّخصيّات الجديدة في عالمه (كالمعلّم، مرّبي الصّف وزملائه). لتحقيق هذه الغاية، يُنصح بإجراء سلسلة محادثات مع طفلكم عن طريق الاستعانة بقصص أو ألعاب تعليميّة.
التّحضير الشّخصيّ:
- من المهم تنظيم ساعات نوم الطّفل في الأسبوع الأخير من العطلة، حيثُ يُتيح للجسم تبنّي عادات نوم سليمة قبل المدرسة، كأن يحظى بساعات نوم كافية لا تقلّ عن 8 ساعات. النّوم الكافي، يساعد الطّفل على زيادة تركيزه خلال الدّوام المدرسيّ لاحقًا، ووصوله إلى المدرسة في الوقت المُحدّد.
- الحرص على النّظافة الشّخصية للطّفل والاهتمام بمظهره الخارجيّ، كفرك أسنانه، تجهيز ملابسه وحقيبته المدرسيّة مُسبقًا.
- "فطورك وزادك هو وقود يومك"، من المهمّ أن يتحدّث الأهل مع طفلهم عن أهميّة تناول وجبة الفطور قبل الذّهاب إلى المدرسة، وتجسيد ذلك من خلال تحضير وجبة فطور صحّيّة، غنيّة، مُتنوّعة وجذّابة. ولا ننسَ وضع وجبة صحّيّة (تشمل خضار وفاكهة ومطرة ماء) لوقت الاستراحة المدرسيّة.
- اجعل طفلك شريكًا في رسم تجربته الخاصّة. احرص على أن يختار لوازمه المدرسيّة حسب رغبته، ليزيد من استعداده، حماسه وصقل شخصيّته بناءً على مشاركته وأخذ دور فعّال.
- فعاليّات مُحاكاة – تدريب الطّفل لضبط نفسه وتأجيل رغباته وتعويده على الأنظمة الصّفيّة من خلال إعطائه مهامًا\فعاليّات تركيزيّة مُشتركة مع تحديد وقت يزداد تدريجيًّا من مرّة إلى أخرى.
- بناء جدول أسبوعيّ تحضيري لتنظيم الوقت.
- تطوير المهارات الحركيّة الجسديّة عن طريق ممارسة النّشاطات البدنيّة الّتي تُقوّي عضلات الكتفين واليدين، مثل: ركوب الدّراجة، اللّعب بالمعجونة أو كرات بأحجام مختلفة، ترتيب الخرز بأحجام مختلفة، الإمساك بقلم الرّصاص، التّنسيق بين اليد والعين، فعاليّات القص واللّصق والرّسم.
نهايةً، وجب التّنويه لإمكانيّة دمج طفلكم في إطار مُخصّص من خلال إشراكه في دورات تحضيريّة للصّف الأوّل. كما ويُنصح بإجراء فحص نظر، سمع، دم واستشارة مُعالج\ة وظيفيّ\ة حسب الحاجة.
نرجو لجميع الأطفال بداية مرحلةٍ مُوفّقةً، ملؤها النّجاح والتّميّز.