تأثير مشروبات الطاقة على صحّة الإنسان

هذه المشروبات عادة ما تتركّب من الماء والكافيين وكمّيات كبيرة من السكّر، والّتي ترفع من مستوى السعرات الحراريّة إلى نفس مستوى السعرات الحراريّة في مشروب الكولا. قد تصل نسبة السكّر في مشروب الطاقة إلى 35 غرامًا في علبة 250 مل، ويمكنكم أن تتخيّلوا معنى أن يشرب الواحد منّا 10 من علب مشروبات الطاقة، حيث تحوي ما يقارب نصف الكيلو من السكّر.
القانون لا يمنع شرب هذه المشروبات، وإن كانت الحكومة قد رفعت أسعارها حديثًا من خلال فرض ضريبة السكّر لتقليل استهلاكها، لكنّ الأبحاث العلميّة تؤكّد أنّ التوعية والإرشاد الصحّي يؤتي ثمارًا أفضل من الضرائب، ففي بعض الدول الّتي رفعت أسعار هذه المشروبات وجدوا أنّ الناس قد قلّلت استهلاكها في السنة الأولى، لكن سرعان ما اعتادوا الأسعار وعادوا إلى استهلاكها بكميّات أكبر من السابق.
لهذه المشروبات أخطار جسيمة على صحّة الإنسان، نذكر منها: العصبيّة، تسارع في دقّات القلب، ارتفاع في ضغط الدم، صداع وغثيان، تعرّق، بلبلة في انتظام الدورة الدمويّة، عدم انتظام دقّات القلب، أرق، فشل كلوي وغير ذلك. ويجب التنويه إلى أنّ مخاطرها على المراهقين وصغار السنّ أشدّ وأقسى.
نشر موقع Medical News Today تجربة علميّة على مجموعة قاموا بتزويدها بمشروب الطاقة ومراقبة التغيّرات الحاصلة في أجسامهم، فوجدوا التالي:
خلال أوّل 10 دقائق: يمتصّ الدم الكافيين من المشروب، ووفقًا لذلك يرتفع ضغط الدم ويزداد عدد نبضات القلب.
خلال 15-45 دقيقة: سترتفع حساسيّة الشخص للمشروب ممّا يرفع من حدّة تركيزه (مثل إبرة منشّط)، وذلك لما في المشروب من موادّ منبّهة تجهد الدماغ. وهذا شعور وهمي، لأنّ الجهاز العصبي يحوي مادّة تسمّى الأدينوزين، وهي المسؤولة عن إخبار الدماغ بأنّ الجسم مرهق، وما يفعله هذا المشروب بأنّه يعرقل مؤقّتًا عمل هذه المادّة، فلا يصل الدماغ معلومات حول إرهاق الجسم، فيتصرّف وكأنّه غير مرهق رغم أنّ الحقيقة غير ذلك.
خلال 30-50 دقيقة: يمتصّ الجسم مادّة الكافيين بالكامل، ووفقًا لذلك يميل الكبد لامتصاص مزيد من السكّر، لذلك يمتصّ الجسم معظم السكّر الموجود في مشروب الطاقة، ممّا يرفع نسبة السكّر في الدم.
بعد 60 دقيقة: ينخفض مستوى السكّر بشكل حاد، ويفقد الكافيين فعاليّته.
خلال 5-6 ساعات: تزول معظم آثار الكافيين في الجسم.
بعد 12 ساعة: يفرّغ الجسم مادّة الكافيين بالكامل.
خلال 12-24 ساعة: وفقًا لتفريغ كامل الكافيين فإنّ الجسم يعاني من أعراض هذا التفريغ، حيث يشعر بالصداع والغثيان وربّما إمساك في المعدة.
خلال 1-7 أيّام: يبدأ الجسم بتطوير مقاومة للكافيين، لذا سيضطرّ الشخص من تناول كميّات أكبر من مشروبات الطاقة لتحصيل الشعور بالنشاط.
خلاصة القول أنّ مشروبات الطاقة تزوّد الناس بطاقة وهميّة، وتؤثّر سلبًا على صحّة شاربها، ووجب الابتعاد عنها والتحذير منها، لا سيّما منع صغار السنّ والمراهقين من تناولها.