خطوات لتخفيف التوتّر والضغط النفسي

خطوات لتخفيف التوتّر والضغط النفسي

لا شكّ أنّنا نعيش في عالم يثير فينا توتّرًا وضغطًا نفسيًّا على أصعدة عديدة، لا سيّما في منطقتنا وفي بلادنا تحديدًا: حروب، أوبئة، أزمة المناخ والإقليم، غلاء المعيشة، انعدام الفرص والتمييز، العنف والجريمة، ضائقة المسكن، الحالة السياسيّة، ضغط العمل والأسرة، والقائمة تطول. كلّ هذه الضغوط تؤثّر على صحّتنا النفسيّة والجسديّة على حدٍّ سواء، فترانا نثور أحيانًا لمجرّد ملاحظة أو كلمة عاديّة، وتكون ثورتنا نتيجة طبيعيّة لتراكم ضغوطنا النفسيّة، والّتي تنفجر أحيانًا.

لكنّ الأمل موجود طالما أنّنا نستنشق من هذا الكون هواءً ونشرب منه ماءً، ولا بدّ من تطوير قدراتنا للتعامل مع هذه الضغوط، لذا ننصح بما يلي:

  1. أن نضع الأمور في نصابها الحقيقي، فلا نقلق إلّا ممّا لدينا عليه سيطرة. ندرّب أنفسنا على التسليم بما هو خارج عن إرادتنا، على سبيل المثال: لا أشغل بالي بحرب عالميّة قد تحدث، طالما أنّ قدرتي على منعها صفر.
  2. التأمّل والاسترخاء، وهذه آليّة أثبتت نجاحها علميًّا، لا سيّما بعد يوم مرهق وضاغط، فقط علينا أن نحدّد الزمان والمكان المناسبين للتأمّل والاسترخاء، حيث الأمثل أن لا نسمع أصواتًا حولنا ولا ضجيجًا، كما يوصى بأن نسترخي في عتمة مع ضوء خفيف جدًّا. هناك من ينصح بالتركيز على ضوء الشمعة، فالتركيز على النور يبعث في النفس نورًا. خلال الاسترخاء، استحضر بعض المشاهد المفرحة، وبعض الشخصيّات الّتي تبعث فيك سعادة، تنفّس بعمق، وانفث مطوّلًا، فهذا يطرد التوتّرات من داخلك. هناك من يفضّل الاسترخاء على موسيقى هادئة، وهذا ممّا لا بأس فيه.
  3. كلّ إنسان طبيب نفسه، وعلينا أن نعرف ما يحرّر النفس من ضغطها، فبعضنا يتحرّر حين يشاهد فيلمًا بعد يوم مرهق، وآخرون في مشاركتهم لسهرة مع أصدقاء، وبعض يتحرّر حين يغلق هاتفه ويشارك أسرته في حديث، وآخرون في تجوّلهم في الطبيعة، وبعضهم في ممارسة رياضة أو في عزف على آلة موسيقيّة، وآخرون في قراءة رواية أو كتاب. المهم أن تحدّد ما يساعدك على التحرّر من ضغوطك وتمارسه. لكن، لا بدّ من التحذير، فلا تمارس ما قد يُحدث فيك ضررًا جانبيًّا، كأن تتناول مشروبات روحيّة تنسيك همّك مرحليًّا وتحدث فيك أضرارًا، أو تلجأ لتناول الطعام دون رقابة، فيؤدّي ذلك إلى سمنة وأمراض.
  4. سنركّز على أمرين ممّا ذكرناه في النقطة السابقة:

أ. التجوّل في الطبيعة آليّة أثبتت نفسها في التحرّر من الضغوط، لا سيّما في الحقول المفتوحة الغنيّة بالهواء الطلق والسماء الزرقاء، حيث تفتح يديك وتتنفّس بعمق وتحرّر مع هذا النفس ضغطك.

ب. الرياضة، ففيها صحّة نفسيّة وجسديّة، ولا حجّة لنا في عدم ممارستها، ولو كانت رياضة المشي لنصف ساعة يوميًّا.

  1. حين تعود إلى بيتك متوتّرًا فقم أوّلًا بأخذ حمّام ساخن، فالماء الساخن يرخي عضلات الجسم ويوسّع الأوعية الدمويّة، وبالتالي فإنّه يخفّف من ضغط الدم ويمنحنا راحة جسديّة ونفسيّة.
  2. الضحك أيضًا يخفّف من التوتّر، فشارك في جلساتك اللطفاء أصحاب النكتة، وشاهد ما يجعلك تضحك، ولا بأس أن تضحك بأعلى ما عندك من صوت.
  3. بعض التوتّرات تكون نابعة من شعورك السيء تجاه أحدهم. صارحه بما يزعجك، عبّر عن نفسك ولا تكظم ذلك، عاتب فالعتاب صابون القلوب، فيه تتصافح الأنفس وتتحرّر من تعقيداتها الّتي قد تكون ذات آثار سيّئة على النفس والجسد.
  4. من الضروري أن نحاسب أنفسنا، لكن لا تكن قاسيًا مع نفسك، فكّلنا ذو خطأ، وبعضنا ذو خطيئة. في المقابل، امدح ذاتك على كلّ جميل تصنعه خلال يومك، يحقّ لك ذلك.
  5. غيّر بيئتك، فإن لم تستطع تغيير بيتك أو بلدك ومسكنك، فغيّر المحيط، كأن تزرع وردًا أو نباتًا أو شجرة. راقب نموّها واسقها يوميًّا، وركّز في نموّها وتطوّرها. غيّر طلاء البيت، واحرص على أن يكون ذا ألوان فاتحة. حتّى في عملك، لا تميت المكان الّذي تعمل فيه، غيّر فيه ولو بحركات بسيطة تلاحظها أنت، وليس من الضروري أن يلاحظها الجميع.
  6. اكسر الروتين، ولو بالقليل. اخرج مع من تحب ولو لتناول شيئًا باردًا، حتّى دون أن تنزلوا من السيّارة. غيّروا في طعام جديد لم يألفه البيت مسبقًا. زوروا أحدًا لا يتوّقع أن تزوروه. أيّ شيء، المهم أن تكسروا الروتين.
  7.  طوّر نفسك، سواء مهنيًّا، وأيضًا من ناحية الهوايات، فتدرّب على أيّ شيء يمنحك طاقة.
  8. لا تقتل الفراغ. أحيانًا يكون الفراغ نعمة، فلا تتسرّع لإغلاقه. يحقّ لك ساعة من الفراغ -إن أتيح لك- قد يكون فيها استخلاصات تحرّرك إلى مرحلة أجمل.
  9. نم ساعات طبيعيّة، واحصل على ساعات نومك دون إكثار ولا تقليل. يستحسن النوم عادة 8 ساعات، ويوصى من العاشرة مساءً وحتّى السادسة صباحًا.

وأخيرًا، وكما ذكرنا خلال المقالة، كلّ إنسان أدرى بنفسه، وأدرى بما يحرّرها من ضغوطها، وكلّه حسن وجميل ما دامت الآليّة لا تضرّ بجوانب نفسيّة أو جسديّة أخرى، ولا تضرّ أو تزعج غيرك.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة