تبريرات ومسوّغات الإصرار على التدخين

تبريرات ومسوّغات الإصرار على التدخين

حينما يصرّ الواحد منّا على اتّباع عادة سيّئة متّفق على أضرارها، فإنّه يبتكر الحجج والذرائع المريحة له نفسيًّا في مشواره مع هذه العادة السيّئة، حتّى يبعد اللوم عن نفسه.

ومن الحجج والذرائع الّتي نسمعها من المدخّن المصرّ على الاستمرار بهذه العادة ما يلي:

1.سيجارة واحدة لا تؤذي الجسم: حتّى السيجارة الواحدة تؤذي، فهي ترفع مباشرة من عدد نبضات القلب، وتملأ الشعب الأنفية الهوائيّة بالمواد السامّة. ليست هناك سيجارة آمنة، وهذه السيجارة قد تكون مقدّمة لسجائر أكثر ولأضرار أكبر، فالمواد الّتي تحتويها السيجارة مدمنة باتّفاق العلماء والباحثين. وهنا يمكننا أن نسأل: لماذا التفكير بالسيجارة الواحدة؟ هل يكون مبعثها تواجدنا في بيئة مدخّنة؟ أو جلوسنا في المقاهي وزوايا المدخّنين؟ هل وجود الدخّان في بيتنا أو في مكاتبنا يحفّزنا على التفكير بهذه السيجارة؟ من الضروري التخلّص من كلّ ما يحفّز تفكيرنا على تناول هذه السيجارة، وقد يساعدنا ما يلي:

1.تناول علكة خالية من السكّر.

2.زيارة المدمنين على التدخين وسماع ما يعانون منه.

3.الابتعاد عن أماكن المدخّنين، كزوايا المدخّنين في المقاهي والمطاعم والمكاتب..

4.ممارسة النشاط الرياضي.

2.التدخين يريحني نفسيًّا: قد يكون هذا مع بداية المشوار، وهو بطبيعة الحال شعور بالوهم، إذ أنّ النيكوتين يدفع المدخّن للاسترخاء، وهذا ما يعنيه المدخّن أنّه "يريحه". وقد أثبتت الأبحاث أنّ مستويات القلق والتوتّر أعلى بين صفوف المدخّنين، والعلاقة بين التوتّر والقلق والاكتئاب مع التدخين متبادلة، حيث كلّما ارتفع منسوب القلق والاكتئاب كلّما ارتفعت الرغبة بالسيجارة، والعكس صحيح، وقد يساعدنا ما يلي:

1.معرفة أنّ الشعور بالراحة مجرّد وهم، وهو ليس أكثر من استرخاء.

2.التأمّل الذهني وتمارين النفس للتخفيف من حدّة التوتّر، وهذا يقلّل من الرغبة في التدخين.

3.المشي، لا سيّما في الطبيعة.

4.مشاهدة فيلم.

5.الحديث مع من تثق به، تنفّس قلقك أمامه.

3.لا يمكنني أن أنتج في عملي من دون السيجارة: يكرّر العمّال والموظّفين بأنّ السيجارة تعزّز من إنتاجهم في العمل، وكأنّها أداة مساعدة لا يمكن الاستغناء عنها. لكن، فرضًا أنّ النيكوتين في السيجارة يزوّدك بالطاقة، فهل تبقى سيجارتك مشتعلة حتّى تبقى طاقتك فعّالة؟ وهذا الادّعاء أيضًا مبني على الوهم، حيث أنّ النيكوتين يرفع من الضغط، وقد يتعرّض المدخّن لانهيار إذا واظب على التدخين خلال العمل، وقد يساعدنا ما يلي:

1.الحفاظ على ساعات نوم كافية.

2.تناول وجبات الأكل في مواعيدها.

3.شرب كمّيّات كافية من الماء.

4.لا أستطيع أن أوقف التدخين، يمكنني التخفيف فقط: التخفيف من العادات السيئة خطوة مباركة، ولكنّ إذا وصلت لقناعة أنّك يجب أن تخفّف من التدخين لضرره عليك، فمن الأولى أن تمنع هذا الضرر كلّيًّا. الخطورة في قرار التخفيف فقط، دون الفطام عن السيجارة، هو أنّك قابل لزيادة عدد سجائرك، لأنّك لم تتخلّص من العادة القهريّة في إخراج سيجارتك عن غير وعي من علبة الدخّان وإشعالها، وقد يساعدنا ما يلي:

1.حاول تدوين الأسباب الّتي جعلتك تفكّر بالتخفيف من التدخين. راجعها مرارًا، فقد يكون فيها قناعاتك بضرورة الإقلاع عن التدخين.

2.استخدم العلكة الخالية من السكّر.

3.خذ معك إلى العمل فاكهة وخضار يمكنك أكلها طازجة.

5.صعب جدًّا أن أقلع عن التدخين، لا أستطيع الاستغناء عنه: التدخين عادة طارئة، الوضع الطبيعي أنّ كلّ مدخّن وُلد وعاش سنوات طويلة دون السيجارة، فإن كنت قادرًا على ذلك فترة طويلة من حياتك، فهذا يعني أنّك تستطيع الاستغناء عن السيجارة. معلوم صعوبة الإقلاع عن التدخين لما يسببه ذلك من دوخة وأوجاع وغثيان بل وحتّى اكتئاب، لكن هذا يكون في المرحلة الأولى، مرحلة اعتياد الراحة من سموم السجائر، وقد يساعدنا ما يلي:

1.الإقرار بصعوبة الإقلاع عن التدخين، لكن على المدخّن أن يتفكّر في صعوبات أعراض التدخين مستقبلًا. إن كان الإقلاع يسبّب وجعًا فإنّ الإصرار على التدخين يسبّب مرضًا مزمنًا وموتًا.

2.التواصل مع من مرّوا بمثل هذا المسار من الصعوبات وتغلّبوا عليه للاستفادة من تجاربهم.

6.الإقلاع عن التدخين يزيد من وزني: هذا صحيح، لكنّه إشارة لتحسّن الجهاز الهضمي في الجسم، لأنّ التدخين يسرّع عمليّة التمثيل الغذائي ويمنع استفادة الجسم من العناصر الغذائيّة. كما أنّ التدخين يقلّل من شهوة الغذاء، وبعد الإقلاع عن التدخين يأكل المرء أكثر للتغلّب على مشاعر رغبة النيكوتين، وقد يساعدنا ما يلي:

1.النظر لزيادة الوزن على أنّه أمر إيجابي، نظرًا لتحسّن الجهاز الهضمي واستفادة الجسم من كافّة العناصر الغذائيّة.

2.مقارنة ارتفاع الوزن بأمور أكثر سلبيّة وأشدّ خطرًا والّتي يسبّبها التدخين، كأمراض القلب والرئة والسرطان.

3.مخاطر التدخين لا يمكن السيطرة عليها، أمّا "مخاطر" وسلبيّات الإقلاع عن التدخين فهي قيد السيطرة ولا تحتاج منك إلّا تناول المأكولات الصحّيّة وفق برنامج غذائيّ شامل ومتوازن.

4.ممارسة الرياضة.

7.التدخين يملأ وقت فراغي: كثير من المدخّنين لا يمكنهم استيعاب ماذا يمكنهم أن يفعلوا في أوقات فراغهم بغياب السيجارة، وهذا كونهم اعتادوا على إشعالها كلّما شعروا بالفراغ والملل، وهذا تمامًا كاعتياد المكان أو الشخص، والّذي تتغلّب على غيابه أو الغياب عنه مع الوقت، وقد يساعدنا ما يلي:

1.مزاولة نشاط آخر لم تكن تعهده من قبل، كبرنامج زيارات، قراءة، رياضة..

2.أخرج إلى الهواء الطلق وخذ نفسًا نقيًّا وقارنه بالنفس الّذي كنت تحصل عليه وقت إشعال السيجارة. تحتاج هذه العمليّة إلى مستوى تركيز عالٍ.

3.إشغال يدك، كأن تبقي فيها مسبحة أو قلم أو لعبة متحركة أو ما شابه.

8.جرّبت أن أقلع عن التدخين، وفشلت: قد تكون قد أقلعت عن التدخين ثمّ عدت إليه، واليوم بتفكيرك أنّ فشلك دليل على استحالة الإقلاع عن التدخين، لكنّ عدم نجاحك مرّة أو أكثر لا يعني بتاتًا أنّك عاجز عن النجاح، والهدف السامي في الحفاظ على صحّتك وحياتك يستحقّ منك الإصرار على النجاح، وقد يساعدنا ما يلي:

1.أن تتذكّر كم مرّة حاولت أمور معيّنة حتّى حصلت عليها، وأنّ النجاح نتيجة المثابرة وليس ثمرة سهلة القطاف.

2.تذكّر هدفك، وأنّك أقلعت مرّة عن التدخين فهذا يعني أنّ ذلك ممكن

3.تذكّر التحسينات الّتي طرأت على حياتك حينما أقلعت عن التدخين، وركّز تفكيرك على هذه الإيجابيّات.

4.تذكّر أنّ "أحلام اليوم هي حقائق الغد"، واعمل على أن يكون غدك أجمل وفق قناعاتك بأضرار التدخين الّتي دفعتك بالمرّة الأولى لإلقاء علبة السجائر.

5.تواصل مع من يساندك في التفكير الإيجابي ليكون سندًا لك في مشوار محاربتك للتدخين.

تذكّر: من الطبيعي التفكير بالسيجارة من وقت لآخر، لكنّ الإنسان مخلوق ذكي ويملك آليّات كثيرة للتعامل مع كلّ الحالات، بإمكانك أن تتطوّر آليّات رفض التدخين إن شئت ذلك، فقد مررت بحالات أصعب بكثير من هذه السيجارة وتغلّبت عليها بإرادتك وتصميمك.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة