فوائد الرضاعة الطبيعيّة

فوائد الرضاعة الطبيعيّة

حين تلد المرأة، فإنّ أوّل حليب تفرزه في أسابيعها الأولى هو الحليب الجامد (نوعًا ما) والّذي يميل لونه إلى الأصفر، وهذا حليب غني جدًّا بالمغذّيات والأجسام المضادة، ويوصى كثيرًا بإطعامها للرضّع.

غالبيّة الأمّهات -إن لم يكن جميعها- تقرّ بفوائد الرضاعة الطبيعيّة، مع ذلك فإنّ كثيرات منهن يعزفن عن الرضاعة ويلجأن للحليب المصنّع وذلك لظروف خاصّة بكلّ واحدة، لا سيّما وأنّ الرضاعة بحدّ ذاتها ليست بالأمر الهيّن، فهي مرهقة وتستغرق كلّ وجبة للطفل ما لا يقلّ عن ساعة كاملة (ربّما ساعتين أو ثلاث)، وهذا بحدّ ذاته من معيقات الرضاعة، نظرًا لكون الأمّهات عاملات في هذا الزمن، وحتّى إن كانت في إجازة ولادة فمن الصعب أن يعتاد رضيعها على حليب الأمّ لتفطمه بعد 3 أو 6 أشهر.

يشير الأطبّاء والخبراء إلى فوائد الرضاعة العظيمة، ويمكننا أن نشير إلى بعضها على نحو ما يلي:

  1. في ظلّ غلاء المعيشة في هذه الأيّام فإنّ الرضاعة تعتبر مصدر توفير، حيث أنّ غذاء الرضيع مكلف (هذا عدا عن احتياجاته الأخرى).
  2. لا داعي للقلق حول تلف الحليب ومدى صلاحيّته، فحليب الأمّ (وقت الرضاعة) طازج وصحّي دائمًا.
  3. يحتوي حليب الأمّ على جميع العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الطفل لينمو في أوّل عامين، وتشمل: البروتين، فيتامين A، حامض الفوليك، نياسين، كاروتين، فيتامين B6، فيتامين B12، فيتامين C، فيتامين D، كالسيوم، كلور، نحاس، يود، حديد، صوديوم، زنك، وغيرها وغيرها.
  4. يسهل على الرضيع هضم حليب الأمّ وامتصاص الفوائد الغذائيّة وتحليلها في الجهاز الهضمي المخصّص لمثل هذا الحليب الطبيعي، وبذلك فإنّه لا يشكّل عبئًا على الكلى.
  5. حليب الأمّ يرفع من مستوى المناعة لدى الرضيع، وذلك لأنّ هذا الحليب يزوّده بعناصر غذائيّة مقاومة للجراثيم والفيروسات، وكذلك مقاومة لالتهابات الأذن والجهاز التنفّسي والجهاز الهضمي.
  6. الأطفال الّذين يتغذّون من حليب الأمّ هم أقلّ عرضة -بنسبة كبيرة- للإصابة بالسكّري أو بسرطان الأطفال.
  7. الرضاعة تعزّز من نموّ دماغ الطفل، وذلك لاحتواء حليب الأمّ على اللاكتوز والأحماض الدهنيّة، وهي المكوّنات الأساسيّة لنمو دماغ الرضيع، وخاصّة الأحماض الدهنية غير المشبعة.
  8. على الصعيد الحميمي، فإنّ الرضاعة تقوّي العلاقة العاطفيّة بين الأمّ وولدها، حيث أنّ قرب الطفل من صدر الأم وملامسته لجسدها واعتياده رائحتها يُشعره بأمان ودفء، وتبقى هذه العلاقة وثيقة -غالبًا- على طول السنين.
  9. ميكانيكيّة الرضاعة نفسها تقوّي عضلات الفكّ العلوي والسفلي والشفتين والخدّين لدى الرضيع، كما أنّها تؤثّر إيجابًا على عضلات أخرى، كعضلة اللسان، وهذا يحسّن من قدرة المضغ مستقبلًا، ممّا يؤثّر إيجابًا على الجهاز الهضمي.
  10. على صعيد المرضِعة، فإنّ الرضاعة تحسّن من صحّة الوالدة، وتساهم في استعادة جسمها الطبيعي بعد الولادة (خسارة الوزن)، هذا في حال جمعت بين الرضاعة وبرنامج غذائي صحّي يلائم وضعها، ومبني لدى خبراء التغذية.
  11. تؤكّد الأبحاث أنّ نسبة سرطان الثدي والمبيضين في أوساط المرضعات أقلّ بكثير من غير المرضعات.  ليس هذا فقط، بل أنّهن أقلّ عرضة للإصابة بهشاشة العظام والنوبات القلبيّة.

من الجدير ذكره أنّ الغدّة الثدييّة يمكنها أن تفرز وتنتج الحليب لمدّة عامين وأكثر بعد الولادة، وهذا غالبًا يتعلّق بالوالدة، حيث أنّها كلّما واظبت على الرضاعة كلّما توفّر فيها الحليب (حتّى لو دون رضاعة مباشرة)، هذا طبعًا إضافة لعوامل أخرى تؤثّر على وفرة حليب الأمّ، كتغذيتها ونفسيّتها وصحّتها وما إلى ذلك. وإن أرادت الأمّ المحافظة على الرضاعة الطبيعيّة رغبة في تحصيل صحّة طفلها وصحّتها الشخصيّة فيجب عليها أوّلًا المواظبة على الرضاعة، ثمّ الالتزام ببرنامج غذائي صحّي ينشّط عمل الغدّة المسؤولة عن إفراز الحليب، حيث أنّ بعض الأغذية مفيدة ونافعة لدرّ الحليب، في حين أنّ أخرى تؤثّر سلبًا.

هناك ادّعاء -له أسس علميّة- بأنّ الحالة النفسيّة للأم تصل إلى رضيعها عن طريق الرضاعة، فلتحافظ المرضعة على نفسيّة جميلة لتُنشئ طفلها سليمًا صحّيًّا ونفسيًّا.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة