التلاسيميا

التلاسيميا عبارة عن فقر دم، وهو مرض غير معدٍ، تتأثّر من خلاله خلايا الدم الحمراء، فتضطرب وظائفها. هذه الخلايا عادة ما تعيش في جسم الإنسان مدّة 90 إلى 120 يومًا، لكن لدى مرضى التلاسيميا قد ينخفض معدّلها إلى 20 يومًا، ممّا يؤثّر على نسبة الهيموغلوبين في الدم، وبالتالي يحتاج الجسم إلى إمداده بكمّيّات دم إضافيّة.
تظهر علامات وأعراض التلاسيميا على الطفل خلال أوّل عامين من مشوار حياته، وحين تظهر هذه العلامات يتوجّب على الأهل أن يصطحبوا طفلهم لإجراء الفحوصات اللازمة للتأكّد من الحالة. لكن أيضًا يمكن تشخيص التلاسيميا خلال فترة الحمل، وفقًا لفحوصات مختلفة وملائمة تتعلّق بالمشيمة وبالسائل الأمنيوسي الّذي يُحيط بالجَنين.
علامات وأعراض التلاسيميا:
تختلف أعراض التلاسيميا باختلاف درجتها، فالمرضى بدرجة منخفضة عادة ما يكون لديهم فقر دم خفيف، ويكونون أكثر عرضة للإرهاق والضعف، وقد لا تظهر عليهم أعراض أخرى واضحة.
فيما أنّ التلاسيميا المتوسّطة والحادّة قد تعرّض المريض إلى تأخّر في النمو، تشوّهات في العظام، تضخّم في الكبد والطحال، وغيرها.
يجب أن نميّز بين درجات التلاسيميا المختلفة، فهناك تلاسيميا صغرى، وهي لا تحتاج علاجًا، لكن في المقابل التلاسيميا المتوسّطة حتّى الشديدة الحادّة تحتاج علاجات مختلفة، ومنها:
-نقل دم متكرّر، تصل أحيانًا إلى وتيرة نقل دم كلّ بضعة أسابيع. ننوّه أنّ نقل الدم يمكن أن يؤدّي إلى تراكم الحديد في الدم، وبالتالي إلى ضرر في القلب والكبد على وجه الخصوص.
لذا، يرافق عمليّة نقل الدم سيرورة أخرى تهدف إلى إزالة الحديد الزائد في الدم، وهذا ضروري جدًّا، وتزداد الضرورة كلّما ارتفعت وتيرة نقل الدم.
-هناك بعض الأدوية الّتي يحصل عليها مرضى التلاسيميا، والّتي تساهم في التخلّص من الحديد الزائد في الجسم.
-قد يضطرّ مرضى التلاسيميا الشديدة إلى زرع خلايا جذعيّة، وهي الخلايا الأساسيّة الّتي تتولّد منها سائر الخلايا الوظيفيّة، ويطلق على هذه العمليّة أيضًا عمليّة زرعٍ للنخاع العظمي. وهذه العمليّة تحتاج متبرّعًا قريبًا ملائمًا، عادة ما يكون من العائلة المقرّبة كالأخت أو الأخ.
مثلها مثل سائر الأمراض، فإنّ هنالك تدابير فرديّة ومنزليّة وسلوكيّات تعزّز خطّة العلاج والوقاية لمرضى التلاسيميا، ومنها:
-الابتعاد عن المأكولات الغنيّة بالحديد، وبالطبع تجنّب تناول الحديد كفيتامين أو مكمّل غذائي. إلّا في حال نصحك الطبيب بغير ذلك.
-الاستعانة بخبراء التغذية لبناء برنامج غذائي يزوّدك بأطعمة صحّيّة وتعزّز من طاقتك في ظلّ التلاسيميا، على سبيل المثال، قد يوصى بالحصول على مكمّلات حمض الفوليك لمساعدة الجسم بتكوين خلايا دم حمراء جديدة.
-تجنّب الإرهاق المفرط والرياضة الثقيلة الشاقّة، وكذلك السهر لساعات طويلة.
-تجنّب العدوى، على سبيل المثال فإنّ مرضى التلاسيميا يجب أن يحذروا أكثر من عدوى الكورونا، وعليهم الحفاظ على المعقّمات وغسل اليدين باستمرار تحسّبًا من أيّ احتمال لعدوى أو لأخرى.
لهذا، هم أحوج ما يكون للحصول على لقاحات التطعيمات المختلفة، من إنفلونزا، سحايا، وغيرها.
بقي أن نُشير إلى أنّ الوراثة تلعب دورًا في نقل هذا المرض، وغالبًا ما يكون لعائلة مريض التلاسيميا تاريخ وراثي مع هذا المرض.