الهيموفيليا

الهيموفيليا

في الوضع الطبيعي، حينما يُصاب أحد، وتسيل منه الدماء، فإنّ بعض الجينات تقوم بتوصيل المعلومات للبروتينات المسؤولة، والّتي تُسارع في سدّ مكان الجرح، أو ما نسمّيه نحن "تخثّر الدم". لكن يحدث أن يكون هناك خلل في هذه العمليّة، حيث لا تصل المعلومات بالوقت المناسب وبالكيفيّة المناسبة لهذه البروتينات، فلا يتخثّر الدم في مكان الجرح، وحينها لا يتوقّف سيلان الدم.

هذه الحالة وراثيّة -قليل منها مكتسب لأسباب غير معروفة- تصيب الذكور أكثر من الإناث، وتصيب أيضًا مرضى السرطان والحوامل، ولا علاج لها حتّى اللحظة، ويجب الانتباه للمصابين بهذه الحالة للوقاية من الجروح، أو للإسراع في وقف النزيف لأقلّ جرح يمكن أن يصيبهم، والخطر يتناسب طرديًّا مع الإصابة من حيث حجمها ومن حيث طول الجرح وعمقه.

هناك علامات للهيموفيليا، مثل نزيف الطفل المستمر بعد عمليّة الختان (الطهور)، ونزيف الأنف المتكرّر بسبب وبدون سبب، أو النزيف بعد إبرة لقاح عاديّة، دم في البول وغير ذلك من العلامات. وجدير بالذكر أنّ الهيموفيليا تؤثّر غالبًا على المفاصل، فتؤدّي إلى التورّم والانتفاخ، وإلى آلام شديدة، إضافة إلى خطورة الإصابة بنزيف داخلي.

من الأساليب الوقائيّة الّتي يُستحسن أن يتّخذها المصابون بالهيموفيليا:

-الحفاظ على وزن مثالي باتّباع الحمية الغذائيّة، وذلك لحماية المفاصل من ضغوطات الوزن الزائد.

-المواظبة على ممارسة النشاط الرياضي، مع التنبيه إلى أمرين: الأوّل موافقة الطبيب، والثاني تجنّب الرياضات الّتي قد تسبّب جروحًا. تعتبر السباحة من أفضل الرياضات للمصابين بهذه الحالة.

-المحافظة على صحّة الأسنان واللثّة، وذلك لأنّ النزيف قد يبدأ من هناك.

-بعض الأدوية تسهّل سيلان الدم (مثل الأسبرين)، وهي أدوية خطرة على المصابين بالهيموفيليا، لذا يجب استشارة الطبيب في كلّ دواء.

-بالنسبة للأطفال، يجب أن يبعدونهم الأهل عن الألعاب الحادّة، ويجب إبعاد الأدوات المطبخيّة عنهم، كما يستحسن إخبار المعلّمين بالحالة كي يُحسنوا التصرّف مع الطفل وقت حدوث النزيف.

معرفة المرض واتّخاذ أساليب الوقاية، من شأنها أن تحوّل الهيموفيليا إلى حالة غير مقلقة. فلا تجعلوا الخوف والقلق من النزيف يسيطر عليكم أو يحدّ من طموحكم.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة