السكّري هو أصعب الأمراض وأسهلها في آنٍ واحد

السكّري هو أصعب الأمراض وأسهلها في آنٍ واحد

يعتبر السكّري من أقدم الأمراض الشائعة في العالم وفي البلاد، وقد عرفه العرب كما عرفه من قبلهم، وحاولوا إيجاد الأدوية والعقاقير الّتي من شأنها أن تتغلّب عليه. تشير الدراسات على أنّ 9% من مجمل مواطني البلاد مصابون بهذا المرض، بعض هذه الحالات وراثيّة، فالسكّري قد ينتقل بالوراثة، وبعضها ناتج عن خلل في عمل أجهزة الجسم أو عن سوء نظام غذائيّ وسوء تعامل مع الجسم.

حينما يأكل الإنسان الطبيعي الخالي من الأمراض فإنّ نسبة السكّر بالدم ترتفع بسبب الطعام، فيفرز البنكرياس هرمون الأنسولين (Insulin) والّذي يعيد نسبة السكّر بالدمّ إلى وضعها الطبيعي (أي إلى نسبة تتراوح بين 90-120 ملليغرام/ديسيلتر). لذا فإنّ الخلل في هذه النسبة وعدم قدرة الجسم على إعادتها للنسبة الطبيعيّة تحدث مرضًا يطلق عليه "مرض السكّري". 

هناك نوعان من مرض السكّري:

إمّا أنّ الخلل في البنكرياس أو في إنتاج أجسام مضادّة للأنسولين، وهذه حالة أكثر ما تنتشر لدى الأطفال والمراهقين.

وإمّا أنّ النظام الحياتي والنظام الغذائي الّذي يؤدّي إلى السمنة يزيد من العبء على البنكرياس ويعيق عمل الأنسولين ويرفع وتيرة مقاومته في الجسم، وهذا حال معظم مرضى السكّري الّذين يصابون بالمرض من جيل 40 فما فوق.

هناك نوع ثالث هو سكّري النساء الحوامل، لكن هذا النوع مؤقّت ويتعلّق بفترة الحمل فقط، رغم أنّ الحامل الّتي تتعرَض للسكّري توصى أن تتّبع نظامًا غذائيًّا وقائيًّا كي لا يتطوّر لديها هذا المرض ويصبح مزمنًا.

كيف نسيطر على مرض السكّري؟

في النوع الأوّل تكون السيطرة من خلال حقن المريض بإبرة أنسولين، فيما يمكن السيطرة على النوع الثاني من خلال نظام غذائيّ صحّيّ سليم، ممارسة الرياضة، وقد يُضيف الطبيب أدوية أو حقنًا لتخفيض نسبة السكّر إلى الوضع الطبيعي.

أعراض مرض السكّري:

1.كثرة التبوّل، وهذا ينتج أعراضًا أخرى نتيجة فقدان السوائل، مثل جفاف الشفتين وشرب كمّيّات كبيرة من المياه.

2.الشعور بالجوع بوتيرة عالية، وتناول الطعام بشكل كبير.

3.رغم تناول الطعام بوتيرة عالية إلّا أنّ الجسم يفقد وزنه، لأنّ الجسم يفقد سكّر الجسم الطبيعي (جلوكوز) مع البول، ممّا يضطر الجسم لاستغلال دهون الجسم وبروتيناته، فيفقد المريض من وزنه بشكل مستمرّ.

4.يستغرق الجرح وقتًا أطول للشفاء لدى مريض السكّري منه لدى غير المريض.

5.فقدان الإحساس ببعض أطراف الجسم، سواء إن تعرّض للحرارة أو البرودة.

مرض السكّري هو رفيق العمر لمن ابتلي به، لكنّه رفيق مطيع، بإمكان المريض أن يتحكّم في تبعاته وفي مضاعفاته، بإمكانه أن يرفعه أو يخفضه، وبإمكانه أن يكبته أو أن يجعله مسيطرًا على حياته، كلّ ذلك يتعلّق بالمريض نفسه، فليس للسكّري مشيئة خاصّة، بل يشاء وفق ما يشاء المريض. 

وهو مرض خطير إذا أهملناه ولم نتّخذ سبل الوقاية والحماية، وهو مرض مقدور عليه إذا اهتمّ المريض بالحفاظ على نسبة سكّر طبيعيّة في الجسم، لذا على المريض مراقبة هذه النسبة بصورة دائمة، لأنّ إهمالها قد يُحدث مضاعفات خطيرة ومميتة، مثل: تلف الأوعية الدمويّة ونخر الأعصاب ممّا يؤدّي إلى أن تفقد الأعضاء وظيفتها وقد يؤدّي ذلك إلى بترها. كذلك فقد يحدث مرض السكّري مضاعفات في الكلى، القلب، البصر، وغير ذلك. 

نقدّم فيما يلي بعض النصائح الّتي من شأنها أن تمنع الإصابة بهذه المرض، أو أن تقلّل فرص الإصابة به، وهي:

1.تغيير النظام الغذائي إلى نظام صحّيّ، بما في ذلك الابتعاد عن تناول المشروبات المحلّاة، وتجنّب الأطعمة عالية الدسم.

2.الحفاظ على ممارسة الرياضة، كلٌّ وفق قدراته ووقته، لكن مهمّ جدًّا تخصيص ساعات معيّنة كلّ أسبوع لممارسة الرياضة (على الأقلّ 30 دقيقة باليوم).

3.المحافظة على الوزن السليم.

4.إجراء فحوصات دائمة لاكتشاف بدايات المرض واتّخاذ سبل الوقاية منه كي لا يتفاقم.

أمّا توصياتنا لمن أصيب بهذا المرض فهي:

1.أن يراقب المريض نظام يومه، وأن يبتعد عن مسبّبات رفع السكّر بالدم، مثل: المأكولات الدسمة أو المحلّاة، المشروبات المحلّاة، الضغط النفسي والغضب الشديد، وغير ذلك. 

2.المحافظة على دوائه وحقنه وفق ما أوصاه الطبيب.

3.من المهمّ أن يعرف مريض السكّري بأنّ مدى خطورة هذا المرض تتعلّق بالمريض وحده، حيث أنّه قادر على تحويله إلى مرض يمكن السيطرة عليه ومنعه من إحداث مضاعفات طالما أنّ المريض يحافظ على التوصيتين الأولى والثانية. 

حفظكم الله، وجعل حياتكم حلوة سكّرًا بلا مرض.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة