السيجارة الإلكترونيّة، خطورتها وأضرارها

بتأثير من الثقافات الغربية، بدأت السجائر الإلكترونية تغزو أسواقنا في هذه الأيّام، ويروّج لها مشاهير في البلاد دون الأخذ بعين الاعتبار أضرارها الّتي قد لا تقلّ عن أضرار السجائر الورقيّة العاديّة. وتشير الاستطلاعات إلى إقبال الشبيبة دون سنّ ال18 على هذا النوع من السجائر، والّتي يُجذبون إليها لتعدّد مذاقاتها ونكهاتها.
هناك عدّة أمور مقلقة في هذا موضوع "السيجارة الإلكترونيّة"، منها سهولة الحصول على هذه السيجارة من خلال اقتنائها عبر مواقع الإنترنت، دون رقابة على جيل من يشتريها. والمقلق الخطير أنّ الأبحاث تربط بين هذه السيجارة وبين نسب الإدمان على أنواع المخدّرات المختلفة.
فما هي هذه السيجارة الإلكترونيّة؟
تتركّب من ثلاثة أجزاء أساسيّة: البطاريّة، وعاء التسخين، والعلبة التي تحتوي على خليط النيكوتين. وتكمن خطورة هذا النيكوتين باحتوائه على مواد إضافيّة كيماويّة، كما أن القطران المتولّد من عمليّة التسخين يكون غير مكتمل الاحتراق ممّا يولّد منه كميّة كبيرة من المواد المسرطنة، والتي تؤثّر على المدخّنين الفعليّين وعلى المتعرّضين لأضرار هذه السيجارة بشكل غير مباشر جرّاء وجودهم في محيط المدخّنين.
من وسائل جذب الناس لهذه السيجارة حجج كثيرة واهية لا أساس لها من الصحّة، على سبيل المثال أنّ هذه السيجارة تساعد المدخّنين على الإقلاع عن التدخين الورقي المعتاد (حتّى الآن لا يوجد دليل بحثي علمي حول هذا الأمر)، وهذه الحجّة على فرض صحّتها فإنّها تنقل المدخّن من ضرر إلى ضرر آخر لا يقلّ خطورة. وأكثر من ذلك، فقد يؤدّي استخدام هذه السيجارة لمن لم يسبق له التدخين الورقي من قبل إلى تحفيزه على تجربة التدخين الورقي وتحويله إلى مدخّن. كما أنّ النيكوتين الموجود يسبب الإدمان بدرجة كبيرة ويسبب تلفًا للدماغ والجهاز العصبي، خاصّة بالنسبة للمراهقين في مراحل النموّ المبكّرة.
نشير إلى أنّ بعض هذه السجائر لا تحتوي على النيكوتين، لكنّ مواد النكهات الّتي يضيفها المصنّعون تتحوّل بفعل التفاعلات الكيماويّة جرّاء تسخينها بالسيجارة الإلكترونيّة إلى مواد سامّة. في بحث أجرته جامعة سيدني للتكنولوجيا في أستراليا وجدوا أنّ السيجارة الإلكترونيّة تحوي 1064 مادّة كيميائية، منها 164 سامّة تضرّ بالعديد العديد من أعضاء جسم الإنسان، ومنها:
-تعقيدات دماغيّة وأضرار في جهاز المناعة.
-صداع ودوار (دوخة).
-صعوبة في التركيز وضعف في الذاكرة
-شعور بالإحباط والكسل.
-ضرر بالرئتين، وخطر الإصابة بسرطان الرئة.
-خطر الإصابة بأمراض القلب والربو.
-ضرر بالخلايا والأوعية الدموية.
-المواد المتطايرة من السيجارة الإلكترونيّة تسبّب تهيّجًا واحمرارًا في العيون والحلق والأنف، وهذا قد يصيب القريب من محيط المدخّن.
نقول أخيرًا وللتوكيد: السيجارة الإلكترونيّة لا تقلّ خطورة عن السيجارة الورقيّة العاديّة المألوفة، قد تتشارك السيجارتان ببعض المخاطر، فيما تختلف ببعضها، وهذا يعني أنّ انتشار السيجارة الإلكترونيّة يبقينا أمام مخاطر كلا السيجارتين، بمعنى أنّها "تزيد الطين بلّة".