الميغرينا وبعض العادات الغذائيّة وغير الغذائيّة

الميغرينا وبعض العادات الغذائيّة وغير الغذائيّة

الميغرينا، أو ما يسمّى بالصداع النصفي، عبارة عن ألم شديد يصيب الرأس من جهة واحدة لمدّة قد تطول إلى ثلاثة أيّام متواصلة، مع ما يرافق هذا الألم من عوارض كالتشويش في البصر، العصبيّة، الحساسيّة المفرطة للضوء والضجيج، غثيان وقيء، وغير ذلك. ويحصل هذا الصداع جرّاء تقلّص الأوردة الدمويّة الدقيقة، ممّا يعيق عمليّة وصول الدم إلى غشاء الدماغ.

لا يمكن الإشارة إلى أسباب واضحة للميغرينا، لكن يُنصح عادة الّذين يعانون من هذه الحالة بمراقبة الأطعمة الّتي تؤدّي إلى هذا النوع من الصداع. وقد رصدت الأبحاث الطبّيّة تأثيرًا لبعض الأطعمة الّتي من شأنها أن تحفّز مثل هذا النوع من الألم، يمكننا توثيقها وفق ما يلي:

-الأجبان: وذلك لاحتوائها على مستوى عالٍ من التيرامين، وهو حمض أميني يؤثر على الأوعية الدموية ويسبب الصداع.

-الشوكلاطة: وقد يكون ذلك لاحتوائها على الفينيثيلامين أو الفلافونيد.

-اللحوم المصنّعة: مثل البسترما والنقانق الّتي تحتوي على نسب عالية من المواد الحافظة تسمّى النترات (مثل الصوديوم أو البوتاسيوم. تكثر هذه المواد في كافّة الأطعمة المصنّعة)، والّتي من شأنها أن تكون مسبّبًا للصداع النصفي.

-الشاي، القهوة، الكولا، المشروبات الكحوليّة ومشروبات الطاقة: وذلك لاحتواء هذه المشروبات على الكافيين. قد تحصل هنا بلبلة بسبب التفكير المسبق بأنّ عدم شرب القهوة هو ما يسبّب الصداع، وقد يكون هذا صحيحًا من باب الإدمان على القهوة، لكنّه غير صحيح للصداع النصفي. يُنصح بالإقلاع الفوري عن مشروبات الطاقة، سواء بسبب الصداع النصفي أو لغيره من العوارض السلبيّة لهذه المشروبات، أمّا فيما يخصّ الشاي والقهوة فإذا كان الاعتياد عليها بدرجة كبيرة فيُنصح بالانقطاع التدريجيّ، لأنّ الانقطاع المفاجئ نفسه قد يكون سببًا للصداع النصفي.

من الضروري لفت الانتباه إلى ما يلي: 

قد تكون بعض الأطعمة الصحّيّة سببًا للصداع النصفي لدى بعض الناس، لذا، من يتجنّب المأكولات المذكورة أعلاه (كمأكولات ومشروبات مسبّبة للصداع) وما يزال يشعر بالصداع، عليه أن يبني له برنامج أكل صحّي مختلف عمّا هو معتاد عليه في برنامجه اليومي. من هذا الباب، من الصعب أن ننصح بغذاء معيّن للوقاية من الصداع النصفي، لكن يمكننا الإشارة -مع التحفّظ- إلى بعض الأطعمة الّتي غالبًا ما تكون آمنة من إصابة المرء بالصداع النصفي، وهي على نحو ما يلي:

- الفاكهة لا سيّما المجفّفة، مثل: الكرز، المشمش، التوت، التمر بأنواعه. (نتجنّب الفاكهة الحمضيّة، الموز والبندورة).

- الأرز البنّي.

- الخضراوات الخضراء والصفراء والبرتقاليّة المسلوقة والمطبوخة، كالملفوف والخسّ والسبانخ والفاصولياء والكوسا والقرع والبطاطا الحلوة.

- شرب المياه المعدنيّة بدل أيّ مشروب آخر حتّى ولو كانت شاي أعشاب. 

إضافة لتلك النصائح الغذائيّة فإنّه يُنصح أيضًا بالتالي:

-الابتعاد عن أماكن الضجيج والأضواء العالية.

-ممارسة الرياضة، لا سيّما رياضة اليوجا وكلّ رياضة تساعد على الاسترخاء.

-الحفاظ على ساعات نوم منظّمة وكافية.

-عدا عن الأطعمة الّتي قد تكون سببًا في الميغرينا، نشير إلى بعض العادات الّتي من شأنها أيضًا أن تكون محفّزة على هذا النوع من الصداع:

-التركيز بالشاشات لفترات طويلة ومتواصلة، مثل التحديق بالهاتف، الحاسوب وغير ذلك.

-عدم المحافظة على عدد كافٍ من ساعات النوم، وكذلك النوم بساعات متأخّرة جدًّا.

-التعرّض للبرد الشديد أو الحرّ الشديد، كذلك قد يكون التعرّض المباشر للمكيّف سببًا في تحفيز الصداع.

-العمل الضاغط، سواء جسديًّا أو نفسيًّا، وقد تتأثّر النساء أكثر من غيرها حينما يتعلّق عملها بالبيت وخارجه والاهتمام بالأولاد والدورات والتدريس وما إلى ذلك من أعباء مرهقة جسديًّا ونفسيًّا، لذا تجد الدراسات بأنّ الميغرينا منتشرة في صفوف النساء أكثر من غيرهن.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة