النظافة ودورها في الحفاظ على الصحّة

النظافة ودورها في الحفاظ على الصحّة

يختلف مفهوم النظافة من شخص لآخر، ومن بيئة إلى أخرى، فقد يعتقد الطفل مثلًا أنّ غسل اليدين بالماء كافٍ للحفاظ على النظافة، فيما يعتقد آخر بأنّ اليدين لا تنظف تمامًا دون استخدام الصابون، والنظافة في بيئة متحضّرة تختلف معاييرها عن النظافة في بلدان العالم النامي، وهكذا.

وأحيانًا، لا يمثّل الكبار قدوة حسنة للصغار في موضوع النظافة، فنجد في حياتنا اليوميّة تهاونًا في الحفاظ على بيئة نظيفة، سواء في المحيط القريب أو خلال تجوالنا وتنزّهنا، وهذه عادات يذوّتها الكبير في الصغير من حيث يدري أو لا يدري. أيضًا على صعيد النظافة الشخصيّة، فعادة تنظيف الأسنان والاهتمام بها وصيانتها تنتقل كعادة صحّيّة من الكبير في البيت إلى الصغير، وهذا ما يسمّى "التربية الصحّيّة بالقدوة الحسنة".

الاستهتار بالنظافة، وبالذات النظافة الشخصيّة، قد تهدّد صحّتنا، حيث أنّ النظافة أكثر من كونها مجرّد مسألة تجميليّة، وهي بالأساس مسألة صحّيّة، فالقاذورات تحمل البكتيريا وقد تحمل الفيروسات، وحين تبقى مدّة على الجلد فقد تؤدّي إلى أمراض جلديّة قاسية، كما قد تؤدّي لإصابة أو تلف أيّ عضو من أعضاء الجسم، وجميعنا يعرف الأسنان كمثال عينيّ واضح.

ومن الضروري الإشارة إلى ارتباط النظافة بالصحّة الذهنية والنفسية أيضًا، فقد نسمع أحيانًا من العامل أو الموظّف بعد أن يعود مرهقًا من عمله، ويقوم بالاغتسال، يقول بعدها "إسّا صار الواحد يقدر يفكّر"، وهو قول حقّ، حيث أنّ الذهنيّة تصفو مع إزالة العوالق عن الجسد، والاستحمام يُحيي الذهن كما يُحيي المسامات الجلديّة. بمعنى، الاهتمام بالنظافة يعتبر إحدى تدابير الصحّة الجسديّة والذهنيّة على حدٍّ سواء.

وفي حديثنا عن النظافة فإنّنا نقصد نظافة كلّ شيء: نظافة الجسد بالاستحمام اليومي مرّة واحدة على الأقل، تنظيف الأسنان (بالفرشاة والمعجون والخيطان الخاصّة، وأيضًا بالماء المعقّم للفم) مرّتين على الأقلّ صباحًا ومساء، تنظيف الأذنين يوميًّا، غسل الأواني في البيت مع الكلور والصابون، تعقيم الحمامات والمراحيض والمغاسل والمجالي، غسل اليدين بالصابون لمجرّد دخولك البيت من الخارج (الحفاظ على غسل الأيدي والّذي من شأنه أن يمنع الأمراض، غسل اليدين قبل تحضير الطعام (يجب الحفاظ على غسل الأيدي كلّ ساعتين حتّى لو لم نلمس شيئًا)، وغير ذلك من عادات وأنماط النظافة الضروريّة. 

يجدر التنويه إلى ضرورة نشر الوعي والإدراك لأهمّيّة النظافة ودورها في الحفاظ على جودة حياة عالية وعلى صحّة جيّدة، وأن يطوّر كلّ منّا جهازه التلقائي مع النظافة، فلا ينام ولا يستيقظ إلّا بتنظيف أسنانه، ولا يبدأ طعامه ولا ينهيه إلّا بغسل اليدين بالصابون والماء، وهكذا بحيث تصبح النظافة عادة متأصّلة فينا، كالماء والهواء لا غنًى عنها.

كما ويجدر التنويه إلى ما يلي:

1- وباء الكورونا جعلنا مهووسين بغسل الأيدي وتعقيمها، وهذا للخطر الّذي قد تحمله اليدين إثر انكشافها الدائم وملامستها للأسطح الخارجيّة والّتي قد تنقل الفيروس لليدين ومنها للفم والجسد. وهذا صحيح أيضًا مع غير فيروس الكورونا، فقد نُدخل إلى أجسامنا ما هو أخطر من الكورونا، لذا، سواء انتهى فيروس كورونا أم لم ينته، فالواجب يحتّم علينا ألّا ننهي عاداته الوقائيّة الصحّيّة الّتي اعتدناها خلال فترة الوباء، من الحفاظ على النظافة وغسل اليدين وتعقيمهما باستمرار.

2- من العادات الوقائيّة المتعلّقة بالنظافة هي عادات استخدام المرحاض، حيث يستخدم البعض هاتفه هناك، فيتعلّق به ميكروبات عديدة، تنتقل من الجهاز إلى اليدين فالفم ومنه إلى داخل الجسم. من نافل القول الإشارة إلى ضرورة غسل اليدين بعد استخدام المرحاض بالماء والصابون لإزالة العوالق الميكروبيّة، لكن أيضًا يجب عدم استخدام الهاتف هناك تحسّبًا، فالميكروبات قد تؤدّي لأمراض جرثوميّة وجلديّة وفطريّة، وغير ذلك كثير.

3- نلفت الانتباه أيضًا لضرورة قصّ الأظفار من باب الحفاظ على الصحّة والوقاية ممّا قد يتراكم فيها، وإهمال الأظفار قد يعزّز تعلّق الميكروبات بزوايا أعضاء الجسم وأطرافه.

4- تجنّب المراحيض العموميّة إلّا اضطرارًا، فلا تدري حالة من سبقك فيها، ثمّ إنّ غالبيّتها غير معقّمة أسوة بإهمال الناس فيما يتعلّق بالأملاك العامّة. ولنحافظ على التزوّد بالمعقّمات وعلبة صابون صغيرة، فأحيانًا لا نجد الصابون متوفّرًا في المراحيض العموميّة.

5- الاهتمام بتنظيف الأماكن الّتي لا يصلها الماء والصابون إلّا قصدًا، كالإبط وبين الأصابع وتحت الذقن والأنف.

6- تنظيف جذور الشعر، وعدم الاكتفاء بفرك أعلى الرأس، لا سيّما لذوي وذوات الشعر الطويل.

7- تسريح الشعر بممشطة شخصيّة، لا سيّما إن كنّا في مبيت خارج البيت مع أناس من غير الأسرة الواحدة، فلا نستخدم ممشطة غيرنا.

8- الصابون مركّب من مواد كيماويّة، لذا علينا تجنّب استخدام الصوابين من غير الشركات المعروفة لأنّ بعضها قد يسبّب أمراضًا جلديّة وحساسيّة وغير ذلك.

9- وللاهتمام بتنظيف القدمين نصيب، فيجب غسلها يوميًّا بالماء والصابون حفاظًا على صحّة القدم والأمراض الناجمة عن التعرّق المفرط، عدا عن الأمراض الفطريّة المزعجة. هذا إضافة لضرورة تغيير الجوارب يوميًّا مرّة واحدة على الأقل، وقص أظفار القدمين بصورة صحيحة حفاظًا على نظافتها وصحّة الأصابع من إمكانيّة تغرّز الظفر باللحم.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة