النوم، بين الإفراط والتفريط

النوم، بين الإفراط والتفريط

قد يكون من البديهي الإشارة إلى أنّ عدم الحصول على عدد ساعات كافية من النوم يضرّ بالصحّة، لكن ما يجب التنويه له بأنّ الإفراط بساعات النوم يسبّب أيضًا أضرارًا بالصحّة.

فقد وجد باحثون من كلية لندن الجامعية أن قلة ساعات النوم يمكن أن تؤدّي إلى السمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، لكنهم وجدوا أيضًا أن نسبة هذه الأمراض تتضاعف أيضًا لدى المفرطين بساعات النوم.

وهذه تلخّص مشكلتنا مع النوم، فبعضنا ينظر إلى النوم على أنّه خسارة وقت، وأنّنا يجب أن نبقى أكثر ساعات يقظين لاستغلال وقتنا، في حين ينظر آخرون للنوم باعتباره رفاهية ومتعة يجب الاستمتاع بها أكثر وقت، والضرر الصحي يصيب هؤلاء وهؤلاء، والوسط هو المطلوب وفيه الخير الكثير.

النوم مثله مثل الطعام والرياضة، ضرورة لا بدّ منها لتحصيل جودة حياة، وهي أيضًا كالطعام والرياضة في ضرورة إحداث التوازن، والابتعاد عن الإفراط والتفريط، ففي كليهما ضرر.

نلخّص فيما يلي أهمّ قواعد النوم الصحّي، وأهمّ الأضرار الصحيّة في نوم غير متوازن:

1.أن يكون نومك في ساعات الليل، فحتّى لو أخذت عدد ساعات نوم كافية بالنهار فهذا صحيًّا فيه ضرر، لأنّ النظام الحياتي للجسم يتطلب النوم ليلًا والحركة نهارًا.

2.إفراطنا في استخدام الأجهزة الإلكترونية هو سبب رئيسي في معاناة بعضنا بقلة ساعات النوم، وهذا يؤدي بالتالي إلى مزاج سيء غالب الوقت.

3.ساعات النوم المطلوبة هي وفق الجيل، لكن بالمعدّل يوصى بِ 8 ساعات نوم ليلًا. 

4.حينما نتحدّث عن قلّة أو كثرة ساعات النوم فإنّنا لا نقصد ليلة أو اثنتين لسبب أو لآخر، وإنّما نقصد أن تكون هذه عادتك في معظم أيّام الأسبوع. 

5.قلّة النوم تؤدّي إلى صعوبة في التركيز، وهذا قد يؤدّي إلى إصابات وحوادث عمل وغيرها. 

6.السمنة الزائدة سبب رئيسي فيما يسمى "النوم المتوتّر" أو النوم غير المنتظم، أي النوم دون راحة وطمأنينة، ودون تواصل في ساعات النوم.

7.قلّة النوم تضر بجهاز المناعة، وبالتالي يصبح المرء أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.

8.اضطرابات النوم قد تؤدّي إلى عقم نتيجة قلّة إفراز الهرمونات التناسلية.

9.نحذّر من أمرين: الّذين يعانون قلة النوم يمنع أن يتناولوا أدوية منوّمة دون استشارة طبيب، والّذين يعانون من كثرة نوم يمنع أن يفرطوا في شرب المنبّهات ومشروبات الطاقة كوسيلة للسهر، وهذه ظاهرة قد تنتشر في صفوف طلاب الجامعات، وهي خطيرة جدًّا نظرًا لما تحويه هذه المشروبات من مواد ضارّة.

10.إذا كنت تعاني من النوم (قلة ساعات أو كثرة ساعات أو تعاني من الشخير) فيجب التوجه للطبيب، وهناك عيادات خاصة بالنوم يمكنها تشخيص الأسباب وعلاجها.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة