كبار السنّ والرياضة

كبار السنّ والرياضة

مع تقدّم العمر تضعف العضلات والعظام، ويحسن صنعًا كبار السنّ إذا مارسوا الرياضات بعقلانيّة، دون تهوّر ودون إفراط ولا تفريط، بل قد يكون المسنّ ملزمًا بالتفريط أحيانًا نظرًا للعوائق الصحّيّة، لكنّه يُنصح بكلّ الأحوال بالابتعاد عن الإفراط، لما قد تسبّبه الرياضات من تأثيرات قد تكون قاتلة في بعض الأحيان.

مع ذلك، وطالما أنّ المرء يحافظ على الرياضة طيلة مشوار حياته فلا مانع أن يمارسها حتّى في سنّ متأخّر، سنّ الشيخوخة. وكثيرًا ما نرى كبارًا في السنّ يمارسون أنواعًا مختلفة من الرياضات الّتي لا شكّ من فوائدها الصحّيّة.

في المقابل، يجب الانتباه أيضًا إلى خطورتها إذا لم يحدّد كبير السنّ نوع الرياضة ووتيرتها وفقًا لقدراته الصحّيّة، فعليه ممارسة الرياضة لفترة قصير في اليوم (15-20 دقيقة يوميّة بالمعدّل) منعًا للضغط على عضلة القلب ومنعًا للإصابات، ويوصى برياضات الاسترخاء، كاليوغا مثلًا، والّتي تساعد على التنشيط الرئوي (اليوغا في الهواء الطلق)، وأيضًا على التوازن. كذلك يوصى بالسباحة لمن يتقنها، ولأوقات غير طويلة، إضافة للمشي، الرقص (رياضة قد تكون ممتعة ومفيدة)، تمارين تقوية العضلات، وغيرها ممّا قد يهواه المسنّ.

لا بدّ من الملاحظات التالية:

يمارس كبير السنّ الرياضة بعد تصريح طبّي وموافقة طبّيّة.

على كبير السنّ التوقّف فورًا خلال ممارسته الرياضة إذا شعر بإعياء شديد أو ضيق نفس أو أيّ ألم مفاجئ.

كبار السنّ الّذين يعانون من مرض السكّري، عليهم إحضار وجبات خفيفة من السكّر كمكمّلات غذائيّة، ومراقبة أيّ تغيير جسدي منعًا لاحتراق السكّر.

كبار السنّ الّذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ينصحون برياضات غير مجهدة، بحيث يمكن التحكّم بوتيرتها، كالمشي مثلًا.

كبار السنّ الّذين يعانون من التهاب مفاصل الركبة، ينصحون برياضات لا تشكّل عبئًا وحملًا على المفاصل، مثل السباحة.

يظنّ غالبيّة كبار السنّ بأنّ ممارسة المشي في الصباح الباكر أفضل، وذلك لأنّ ساعات نومهم قليلة ويستيقظون باكرًا، أي قبل بزوغ الشمس. وهذا اعتقاد خاطئ، حيث أنّ عمليّة التمثيل الكلوروفيلي للنباتات لم تكتمل، ممّا يعني تراكم كمّيّات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون في الهواء، بدلًا عن الأوكسجين. إضافة لإمكانيّة تعرّض المسنّ للرشح والبرد واشتداد آلام المفاصل مع برودة الصباح. يُنصح كبار السنّ بانتظار البزوغ المبكّر للشمس كي يمارسوا رياضاتهم، تناول فطورهم قبل الخروج، والحفاظ الدائم على شرب المياه.

كبار السنّ ومفاهيم غذائيّة خاطئة

نشير فيما يلي لبعض المعتقدات والعادات الغذائيّة الشائعة لدى كبار السنّ، والّتي قد تكون خاطئة في بعض الأحيان:

يتردّد كبار السنّ بالتخلّص من بقايا الطعام، ويحتفظون به دون أن يلاحظوا أحيانًا أنّه قد بدأ بالتعفّن، وهذه الأطعمة طالما حملت بكتيريا ضارّة قد تؤذي الأمعاء وتسبّب مشاكل في الجهاز الهضمي. أضف إلى ذلك، أنّ التسخين المتكرّر للطعام من شأنه أن النترات المسرطنة.

"كل زيت وناطح الحيط" مثل لطالما ردّده كبارنا، لا سيّما في موسم قطف الزيتون، ويحرصون على تناول الزيت بوتيرة عالية، رغم أنّ الزيت المفرط من شأنه أن يسبّب ارتفاعًا في ضغط الدم، فيجب الموازنة هنا.

من المفاهيم الخاطئة والشائعة لدى كبار السنّ بأنّ تناول مكمّلات الكالسيوم تقوّي العظام، وفي الحقيقة أنّ جسم الإنسان لديه قدرة قصوى على امتصاص أيّ مكمّل غذائي، ولا يمكن تجاوز هذه القدرة، وحينما تفوق الكمّيّة للحاجة فإنّها تنقلب عكسيًّا بالنتائج. من هذا الباب يُنصح الكبار بتناول الأغذية الغنيّة بالكالسيوم، كمنتجات الألبان مثلًا.

يحافظ كبار السنّ، لا سيّما ذوي الإمكانيّات المادّيّة، على تناول المقوّيات (الجينسينغ كمثال)، وهذه مقوّيات من شأنها أن تحسّن من جودة حياة المسنّ، لكنّ الخطورة فيها تكمن بتناولها دون استشارة الطبيب، فبعض الأجسام لا تتقبّلها، وقد تسبّب لها أخطارًا قاتلة. 

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة