التأثيرات السلبيّة للمشروبات الغازيّة
لا شكّ أنّ شرب السوائل خلال النهار ضرورة حياتيّة، لكن هناك خلط في مفاهيم هذا الشرب، حيث يظنّ البعض أنّ تناول بعض المشروبات يسدّ محلّ الحاجة للسوائل، وهذه مفاهيم خاطئة، لربّما تكون قاتلة دون مبالغة، فهذه المشروبات وإن سدّت عنك العطش فإنّها لا تسدّ الحاجة الصحيّة، بل تضرّ بالحاجة الصحّيّ.
أفضل ما يروي العطش ويسدّ حاجة الجسم للسوائل هو الماء، ومن أسوأ ما يمكن تناوله هو المشروبات الغازيّة ومشروبات الطاقة، وسوف نخصّص هذه المقالة للحديث عن المشروبات الغازيّة، لنستعرض في مقالة أخرى لاحقة أضرار مشروبات الطاقة.
الحاجة للسوائل تأتي لحاجة الجسم لموازنة السوائل فيه، والمشروبات الغازيّة ليس فقط أنّها لا تقوم بهذه الموازنة، بل هي غير صحيّة في أحسن التقديرات، وفي أسوئها ممكن أن تكون مميتة قاتلة، حيث تصيب الواحد منّا بأمراض مزمنة، لا سيّما السكّري والوزن المفرط.
وما يجعل المشروبات الغازية غير صحيّة هو كونها تحوي نسب سكّر عالية جدًا، ويمكن لعلبة واحدة صغيرة أو كوب واحد من هذه المشروبات أن يمنح الجسم سكّرًا أكثر ممّا هو موصى به لشخص بالغ في يوم كامل، هذا إضافة للسعرات الحراريّة العالية في هذه المشروبات، وأيضًا كونها لا تحتوي على أيٍّ من المغذيات المفيدة للجسم.
هكذا فإنّ تناول المشروبات الغازية معناه أنّك تتناول الوصفة الأمثل لجلب وتحصيل مرض السكّري أو السمنة المفرطة الّتي بدورها تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
المقلق أيضًا أنّ بعض الأطفال يدمنون هذه المشروبات، وهنا يأتي دور الأهل لردعهم عنها، لأنّها مسبّب قوي لسمنة الأطفال، فإذا ذكرنا سابقًا أنّ نسبة السكّر مرتفعة جدًّا على أجسام البالغين، فمن الممكن أن نتخيّل مدى ارتفاعها على أجسام الأطفال، والضرر الكبير الّذي تلحقه بهم. من هنا وجب التحذير الشديد: لا تجعلوا المشروبات الغازيّة أو حتّى غير الغازيّة المحلّاة بنسب سكّر عالية مشروبًا يروي عطش أطفالكم، دعوهم يرتوون بالماء ويعتادون ذلك.
إضافة للسكّري والسمنة المفرطة الّتي تسبّبها المشروبات الغازيّة، يمكننا أن نضيف أيضًا:
1.تضرّ بالكبد، لا سيّما الكبد الدهني، والّذي يتضرّر بنظام غذائي غير صحّي وغير متوازن يتخلّله تناول المشروبات الغازيّة المحلّاة بالسكّر.
2.الحمض الموجود بالمشروبات الغازيّة يضرّ كثيرًا بالأسنان ويؤدّي إلى تلفها.
3.أيضًا فإنّ المواد الموجودة بالمشروبات الغازيّة تضرّ بالعظم ولربّما تؤدّي إلى هشاشته. هناك دراسة تؤكّد أنّ الرياضيين الّذين يداومون على شرب المشروبات الغازيّة هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة في كسور بالعظام.
في النهاية نؤكّد على أضرار المشروبات الغازيّة، حتّى بكمّيات قليلة، حيث يمكن ملاحظة أضرارها وآثارها السلبيّة ولو بكأس أو اثنين في اليوم. ويؤكّد الأطبّاء والباحثون في مجال التغذية الصحّيّة على أنّ القاعدة الأولى لتنحيف الوزن هو ابتعادك أوّلًا وقبل كلّ شيء عن تناول المشروبات الغازيّة.
صحّتك تبدأ من هنا، فطلّق المشروبات الغازيّة طلاقًا بائنًا لا رجعة فيه.