نظافة البيئة وتأثيرها على صحّتنا

نظافة البيئة وتأثيرها على صحّتنا

الهواء حاجة أساسيّة للإنسان، وجودته تقرّر كثيرًا في صحّة الإنسان أو مرضه. نحن كبشر أبناء الأرض، ما يضرّها يضرّنا، وما يؤثّر عليها وعلى محيطها سلبًا فإنّه بالتالي يؤثّر علينا وعلى صحّتنا وعلى جودة حياتنا.

العالم كلّه يعاني هذه الأيّام من أزمة بيئيّة، وتعاني بلادنا العربية ومحيطها بشكل خاص من أزمات بيئيّة نتيجة لتساهل بعضنا في موضوع نظافة البيئة والمحيط العام، رغم أنّ هذه البيئة هي الّتي تمدّنا بالهواء، فإذا كانت بيئة ملوّثة فبالضرورة نستنشق هواءً ملوّثًا، والعكس صحيح. التلوّث البيئي يضرّ بنا جميعًا، ويؤثّر كثيرًا في مرضانا، كبار السنّ والأطفال، وأكثر ما يتضرّر في صحّتنا من التلوّث البيئي هي الأوعية الدمويّة، القلب والجهاز التنفّسي، والّذي يضعف أمام الفيروسات المتعدّدة، ولذا رأينا في أزمة فايروس الكورونا كيف أنّه يتمكّن أكثر من ضعفاء الجسد، وبالذات من الّذين يعانون أزمة في الجهاز التنفّسي. إنّ تحسين نظافة البيئة يؤدّي إلى تحسين جودة الهواء، ومن ثمّ إلى زيادة مرونة الجسم في مواجهة الجراثيم والفيروسات الّتي تهاجم أجسامنا، وتحديدًا الأوعية الدمويّة وجهاز التنفّس.

يؤدّي إهمالنا لبيئتنا إلى نشوء تربة خصبة لكثير من الأمراض والجراثيم المنبعثة من النفايات ومن تلوّثها وأضرارها، لا سيّما النفايات العضويّة كبقايا الحيوانات وما شابه. ويجدر الانتباه إلى أنّ النفايات الّتي نرميها على جوانب الطرقات قد تؤدّي إلى أضرار بالثروة الحيوانيّة والنباتيّة. جدير بالذكر، أنّ أعوام الكورونا كانت من الأعوام الصحيّة بالنسبة للحيوانات، حيث قلّ عمل المصانع وحركة الطائرات، ممّا أدّى إلى تحسّن بيئي أدى إلى جودة حياة لدى الحيوانات، الأمر الّذي رفع من مستوياتها الصحيّة وبدأت تظهر في أماكن لم نعهدها من قبل.

وفق تقرير منظّمة الصحّة العالميّة فإنّ ملايين البشر يموتون كلّ عام كنتيجة للتلوّث البيئي. تلوّث خارجي يؤدّي بالتالي إلى تلوّثات داخليّة قاتلة. بعض الملوّثات الهوائيّة لا قدرة لنا على تغييرها، مثل التلوّث المنبعث من حركة المواصلات (طائرات، سيّارات..)، تلوّثات المصانع، لكن يجدر بنا أن لا نستهين بقدرتنا على المساهمة في تحسين البيئة، وهذا يتطلّب منّا ما يلي:

  1. المحافظة على نظافة المحيط، ورمي النفايات في الأماكن المعدّة لها، وفقط في هذه الأماكن. يستحسن أيضًا تصنيف النفايات، فللنفايات العضويّة مصرف مختلف عن نفايات مواد البناء على سبيل المثال.
  2. عدم استخدام الأدوات والأواني البلاستيكيّة أحاديّة الاستعمال (חד פעמי) حيث أنّها لا تتحلّل مثلما تتحلّل النفايات العضويّة، وأيضًا تقليل استخدامها يخفّف من التلوّث المنبعث من سيرورة تصنيعها.

بيئة نظيفة تعني هواء نظيف ومياه نظيفة وغذاء صحّي وطبيعة جميلة سليمة. والتوازن مطلوب، فمثلّا الزراعة جيّدة للحفاظ على البئية، لكن حين نُكثر من رشّ المزروعات بالمبيدات الحشريّة، وحين نُكثر من استخدام الكيماويّات مع الزراعة، فإنّنا بذلك نضرّ بالهواء الّذي نستنشقه، وأيضًا بالتربة الّتي نتغذّى منها.

 بالتالي نقول:

العالم كلّه قرية صغيرة، وقد رأينا أنّ ما يحدث في الصين يؤثّر على صحّتنا هنا وفي كلّ مكان، وما يحدث هنا سيؤثّر على غيرنا من قريب أو بعيد. لذا، نبدأ من أنفسنا ومن الأمور الصغيرة: نحافظ على نظافة بيئتنا، نحافظ على مزروعاتنا وعلى الثروة الحيوانيّة، نقلّ من استخدام الملوّثات البيئيّة (بلاستيك وما شابه)، وأيضًا نعمل على إحداث بيئة خضراء من حولنا بقدر ما يمكننا.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة