معاني الألوان في الخضراوات والفاكهة

يلعب الإدراك البصري دورًا رئيسيًا في اختيار الأطعمة المغذّية والصحية، وأكثر ما يؤثّر على هذا الإدراك ويفعّله هي الألوان المختلفة باعتبارها محفّزة أساسيّة لحاسّة الرؤية. وللألوان دورها في تحديد جودة الفاكهة والخضار، وقد يحدّد المرء جودتها أو عيوبها من خلال لونها.
يوصي خبراء التغذية بتناول الفاكهة والخضار على صعيد يوميّ، مع الأخذ بعين الاعتبار تنوّع الألوان وتشكيلها. وذلك لأنّ تنويع تناول الفاكهة والخضروات وفق ألوانها المختلفة من شأنه أن يضمن تحصيل الفيتامينات والمعادن المختلفة والحيويّة والضروريّة لجسم الإنسان، كما ويرتبط اللون بمستويات احتواء الخضراوات والفاكهة على مضادات الأكسدة، بحيث أنّ درجات الألوان ومدى دكنتها مرتبط بقدرتها على تزويد الجسم بمضادّات الأكسدة، وبناءً عليه، يمكن تصنيف الفاكهة والخضروات في مجموعات منخفضة ومتوسطة وعالية من مضادات الأكسدة وفقًا لمستويات مضادات الأكسدة الخاصة بهم.
نستعرض فيما يلي موجزًا مختصرًا لمعاني الألوان وتأثيرها على الفاكهة والخضراوات:
الأحمر والأزرق والبنفسجي
تحتوي الفاكهة والخضروات الحمراء والزرقاء والبنفسجيّة عادةً على مادّة الأنثوسيانين (Anthocyanin)، وغالبًا ما تحتوي الفاكهة والخضروات الحمراء على الليكوبين (Lycopene) أيضًا. يحتوي الأنثوسيانين على خصائص مضادّة للأكسدة تساعد في الحدّ من الضرر الذي تسبّبه الجذور الحرّة لخلايا الجسم، وقد يقلّل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان ومشاكل الذاكرة.
غالبًا ما تحتوي الفاكهة والخضروات من طبقة الألوان هذه على فيتامينات ومعادن أساسية مثل البوتاسيوم وفيتامين A وفيتامين C وحمض الفوليك. تساعد المركّبات الموجودة في هذه الفاكهة والخضروات أيضًا في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي، كما وتحدّ من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
الفاكهة والخضروات البيضاء
تحصل الفاكهة والخضروات البيضاء على لونها من مركبات البوليفينول (Polyphenol) والتي تحتوي على خصائص مضادة للأكسدة تسمى الأنثوكسانثين (Anthoxanthin)، والتي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
تحتوي بعض الأطعمة البيضاء، مثل الثوم، على الأليسين (Allicin)، والّتي تساعد في تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول وأمراض القلب. قد تكون هذه الأطعمة أيضًا مصادر جيّدة للبوتاسيوم وفيتامين C وبعض الأحماض. أثبتت دراسة نُشرت في عدد أبريل 2017 من "المجلة العالمية لأمراض الجهاز الهضمي" أنّ تناول المزيد من الفاكهة والخضروات البيضاء قد يساعد في الحماية من سرطان القولون.
البرتقالي والأصفر
تحتوي الخضراوات والفاكهة ذات اللونين البرتقاليّ والأصفر على مركّبات الكاروتينات (Carotenoid) وهي المسؤولة عن منح الفاكهة والخضروات اللونين البرتقالي والأصفر، وهي مركّبات تساعد في تحسين وظائف المناعة وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. كما وتحتوي مجموعة النباتات من فئة هذه الألوان على نسبة عالية من فيتامين C، إضافة إلى اعتبارها إحدى مضادّات الأكسدة التي تقلّص إمكانيّات تعرّض الجسم للالتهابات، علاوة على كونها حاوية لعناصر هامّة للحفاظ على حيويّة الجلد ونضارته ممّا يؤخّر علامات ظهور الشيخوخة.
الأخضر
مادة الكلوروفيل (Chlorophyll) هي المادة المسؤولة عن صبغ الفاكهة والخضروات باللون الأخضر، وهذه نباتات تحتوي أيضًا على إندول (Indole)، وهو مركّب عضويّ يقلّل من خطر الإصابة بالسرطان. كذلك فإنّ النباتات الخضراء تحتوي على مادّة اللوتين (Lutein) الّتي تساعد في منع حدوث مشاكل في الرؤية. أضف إلى ذلك فإنّ هذه النباتات تشمل عناصر غذائية أخرى، مثل: فيتامين A وفيتامين C وفيتامين K وحمض الفوليك.
في النهاية نقول بأنّ قوس قزح الخضراوات والفاكهة من شأنه أن يهتم بوصول معظم العناصر الغذائية الضروريّة إلى جسم الإنسان. ومن الضروريّ الاهتمام بتشكيلة ملوّنة نُغني من خلالها برنامجنا الغذائيّ وبالتالي نُغني صحّتنا ونحافظ عليها.