نصائح غذائيّة لعيد الفطر

وإن كانت الموائد الرمضانيّة غنيّة، فكذلك هي موائد وتضييفات العيد، وربّما أكثر وأغنى من موائد رمضان. لذا، لا بدّ من بعض النصائح والتوجيهات، لا سيّما وأنّنا نخرج من حالة قد اعتادها الجسم على مدار شهر كامل، فلا بدّ للتدرّج مع المعدة لاستقبال المأكولات الصباحيّة الّتي نفاجئ بها الجسم بعد مرور أيّام رمضان، كي لا نتسبّب لأجسامنا باضطرابات هضميّة، قد تكون ضارّة. ومن هذا الباب وغيره فإنّنا ننصح بما يلي:
يُنصح بداية بتقليل المأكولات إلى حدّها الأدنى، والإكثار من تناول الماء، لا سيّما إن كان نهار الفطر حارًّا وجافًّا. تناول الماء من شأنه أن يدفع إلى تنشيط المعدة دون الإثقال عليها، فتتحفّز وتتهيّأ لاستقبال عناصر غذائيّة أخرى.
يجب التركيز على أنّ العصائر لا تسدّ مكان الماء أبدًا، فالماء يساعد الكلى على القيام بوظائفها، فيما أنّ مركّبات العصائر -لا سيّما المصنّعة- تحتوي على سكّريّات ومواد أخرى تؤثّر على أجسامنا سلبًا، وبالذات على عمل الكلى. وإن كان لا بدّ من مشروبات أخرى، فالعصائر الطبيعيّة -مع التقليل منها- وذلك لمن أراد مشروبات باردة، ويفضّل المشروبات الدافئة كالزنجبيل والنعناع وغيرها من الأعشاب الّتي تساعد في عمليّات الهضم والتخلّص من الانتفاخ والغازات.
يستضيف الناس عادة زائريهم بالمشروبات المشبعة بالكافيين، من قهوة وشاي وغيرها. لكم أن تتخيّلوا جسمًا اعتاد على السكون الغذائي في نهار رمضان، يُفاجأ بمنبّهات ومنشّطات ترفع من نسبة التوتّر الجسدي! هذه الحالة تؤثّر ليس فقط على الصعيد الغذائي، وإنّما أيضًا على الصعيد النفسي. لذا، يُنصح بالحدّ من تناول المشروبات الغنيّة بالكافيين، لا سيّما وأنّ بعضها أيضًا يرفع من نسبة الحموضة المعويّة، ممّا يؤدّي إلى اضطرابات معويّة، خاصّة بعدما اعتاد الجسم الصيام.
وكذلك من الضيافة المشهورة هو كعك العيد وحلوياته، وهي بالعموم -برمضان وغير رمضان- يُحذّر منها خبراء التغذية نظرًا لما تحمله من سعرات حراريّة عالية، تؤثّر على صحّتنا، لا سيّما على صحّة من يعاني بعض الأمراض، كالسكّري. وفي نهار الفطر، هذه الحلويات تُربك المعدة، وتُحدث فيها اضطرابات قد تؤدّي إلى أوجاع بطن وإلى إسهال. لذا، يُنصح الحدّ منها إلى أقلّ درجة ممكنة، لا سيّما مع ساعات الصباح الأولى من نهار الفطر.
يُنصح أيضًا بأن يُحافظ الواحد منّا بألّا يصل إلى حالة الشبع، فالنهار أمامه، ويُستحسن تقسيم الوجبات إلى أكثر ما يمكن، كي لا نحمّل المعدة فوق طاقتها، ولا نشعر بثقل جسماني وخمول. هذا التقسيم من شأنه أن يجنّبنا حالات الإمساك والعسر الهضمي وكذلك الانتفاخ، ويساهم في تسهيل العمليّات الهضميّة في الجسم.
نُشير أيضًا إلى ضرورة التنويع الغذائي لضمان حصول الجسم على كافّة المركّبات الغذائيّة الضروريّة، مع التركيز على المأكولات الغنيّة بالبروتين والألياف، والتقليل من المأكولات الغنيّة بالكربوهيدرات.
بإمكان كلّ منّا ممارسة الرياضة في نهار العيد، وهذا ضروري وواجب، فمثلًا الذهاب إلى الصلاة مشيًا على الأقدام، وكذلك القيام بالزيارات العائليّة والاجتماعيّة مشيًا، فهذا المشي يساهم في تنظيم حركة الأمعاء، والتخلّص من السعرات الّتي نتناولها صباحًا.
كلّ عام وأنتم بخير وصحّة وعافية