التدخين في أوساط الشبيبة (الجزء الأول)

التدخين في أوساط الشبيبة (الجزء الأول)

التدخين حاجة فسيولوجية لكثير من الناس، وقد أدمنه الكثيرون رغم يقينهم بأضراره وبكونه عادة سيّئة. يضرّ التدخين بشكل مباشر بكلّ مدخّن ومدخّنة، فهم يُدخلون إلى أجسادهم أكثر المواد سمومًا، كمادّة النيكوتين (Nicotine) السامّة جدًّا والقاتلة، إضافة إلى ما يقارب 7000 مادّة كيميائية، منها 69 مادّة على الأقل مسرطنة. وفق ما ذُكر في موقع "كلاليت" فإنّ الإحصائيّات العالميّة تُشير إلى أنّ الدخّان يقتل مدخّنًا كلّ 5 ثوانٍ، وفقط في بلادنا يحصد التدخين 8000 ضحيّة كلّ عام.

يُنظر لظاهرة التدخين بعين القلق لما تسبّبه هذه العادة من أخطار جمّة. وللوقوف على أبرز المخاطر يُجرى مسح إحصائيّ صحّيّ شامل (INHIS) يعتبر جزءًا من المشروع التابع لمنظّمة الصحّة العالمية (EUROHIS)، وذلك بهدف إجراء مقارنات دوليّة مبنيّة على معطيات، وهناك وحدة كاملة في هذا الاستبيان عن التدخين.

سنخصّص هذه المقالة عن التدخين بين أوساط الشبيبة، أي الّذين لم يبلغوا ال18 عامًا. لا شكّ أن لا شيء يأتي من الفراغ، ولا يستيقظ الشابّ فجأة من نومه ليقرّر أن يبدأ التدخين، بل يلجأ إلى السيجارة جرّاء تأثير خارجيّ، سواء حين يكون ابنًا أو تكون ابنة لوالد أو والدة مدخّنين، أو أنّ أصدقاءه وزملاءه مدخّنون، وهذا يعني أمرين:

  1. الأهل القدوة، بمعنى إن كنت لا تريد أن يكون ابنك/انتبك من المدخّنين فعليك أوّلًا أن تكون نموذجًا طيّبًا لهم، وذلك بإقلاعك عن التدخين إن كنت مدّخنًا.
  2. مراقبة سلوك الأبناء ومتابعة أصدقائهم ورفاقهم.

نبدأ بما يذكره موقع وزارة الصحّة، حيث يعرض معطيات من مقالة في مجلّة الطبّ الوقائي، نشرها مجموعة من الباحثين في جامعات تل أبيب وحيفا والجامعة العبرية، وأكثر ما يهمّنا من هذه المعطيات:

  1. الجيل الخطير لبدء التدخين هو 15.7 للذكور و 16 عند الفتيات.
  2. هنالك عدّة عوامل تؤثّر سلبًا على طبقة الشبيبة في هذا موضوع التدخين: نسبة المدخّنين الّذين لم يكملوا الثانوية أكبر من نسبة الّذين أكملوها، نسبة المدخّنين لوالدين ذوي تعليم منخفض أعلى من نسبة غيرهم، نسبة المدخّنين العرب أعلى من نسبة اليهود، نسبة المدخّنين من ذوي الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدنّي أعلى من نسبة غيرهم.

كما ونشرت وزارة الصحّة تقريرًا عن التدخين وعاداته عام 2020 في البلاد، ونعرض فيما يلي بعضًا من النقاط الهامّة:

  1. رفع المدخّنون كمّيّة استهلاكهم للدّخان في ظلّ وباء الكورونا بنسبة 26.7%، أي بالمعدّل 13 سيجارة إضافيّة على ما كانوا يدخّنونه قبل الوباء.
  2. 15% من الشبيبة في بلادنا تستخدم الدخّان، وَ 25% أبلغوا عن استخدامهم للنرجيلة.
  3. نسبة الشبيبة العرب المدخّنين، سواءً السجائر أو النرجيلة، أعلى من نسبتهم في الوسط اليهوديّ.
  4. أكثر من 25% من الشبيبة في بلادنا يستخدمون السيجارة الإلكترونيّة، وأكثر من 16% منهم كانت تجربتهم الأولى مع التدخين عن طريق السيجارة الإلكترونيّة، وفي بعض الأحيان وصل جيل المدخّنين في هذه الشريحة 12 عامًا.

يبدو من المعطيات كم هي مقلقة ظاهرة التدخين بين أوساط الشبيبة، وتشير معطيات أخرى إلى تزايد أعداد المدخّنين من هذه الشريحة، رغم أنّ القانون في هذه البلاد يمنع بيع السجّائر لمن هم دون ال- 18 عامًا، لكنّ هذا القانون لا يُطبّق بالكامل، وهناك ارتفاع حادّ بنسبة مدخّني هذه الشريحة ممّن يقتنون سجائرهم بأنفسهم دون رادع ولا متابعة من الجهات المختصّة.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة