التدخين – الجزء الثاني

التدخين – الجزء الثاني

في مقالة سابقة كنّا قد تعرّضنا لتعريف التدخين وتعلّق جيل الشبيبة به، وفي هذه المقالة، نستعرض أهمّ المخاطر الّتي يتعرّض لها المتمسّكين بالتدخين، أو ما يُسمّون المدخّنين المزمنين.

وإليكم أبرز المخاطر الصحية الّتي يتعرّض لها، أو لجزء منها، كلّ مدخّن ومدخّنة:

  1. الأورام السرطانيّة الخبيثة: والحديث ليس فقط عن سرطان الرئة، والّذي يكون الدخان سببًا رئيسيًّا مباشرًا له (المدخّن معرّض للإصابة بسرطان الرئة بنسبة أكبر بِ 25 ضعفًا عن غير المدخّن)، بل وأيضًا عن احتمالات كبيرة للإصابة بسرطان الحنجرة والمريء والكلى والبنكرياس وعنق الرحم للنساء وغير ذلك من الأورام السرطانيّة، وذلك نتيجة لانتشار الدخان السامّ مع الدم إلى كلّ أنحاء الجسم.
  2. الأوعية الدموية: وهذا خطر طبيعيّ مفهوم ضمنًا، وذلك نظرًا لأنّ الدخان الّذي نستنشقه أو نبتلعه يسير مع الدم من خلال الأوعيّة الدمويّة، لذا يؤثّر فيها سلبًا، سواء كانت أوعية الدماغ الدموية أو أوعية القلب أو الأمعاء أو الكلى أو الأوعية الدموية للحواس الخمس والأطراف. هذا التأثير الضارّ على الأوعية الدمويّة من شأنه أن يؤدّي إلى جلطة دماغيّة نتيجة تضييق الوعاء الدمويّ أو حتّى انسداده بالكلّيّة. كذلك ونتيجة التأثير الضارّ على الأوعيّة الدمويّة فإنّ المدخّنين أكثر الناس عرضة لفقدان السمع والبصر.
  3. جهاز التنفّس: تؤدّي المواد السامّة الّتي يستنشقها الفم والأنف إلى الإضرار بجهاز التنفّس والتسبّب بالتهابات لهذا الجهاز، وإصابة جهاز المناعة بخلل قد يكون مزمنًا. هذا عدا عن السعال والبلغم، إضافة لمرض الربو والانسداد الرئوي المزمن، وقد يصل الأمر لالتهاب رئويّ خطير يؤدّي لانتفاخ الرئة.
  4. الجهاز الهضمي: يؤثّر على الغشاء المخاطي للمعدة، وهو الغشاء الّذي يحميها من الحوامض، لذا فإنّ علاج قرحة المعدة لدى المدخّنين أصعب من غيرهم.
  5. الغدد الصمّاء: المدخّنون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكّري وذلك كون التدخين يضرب عمل الأنسولين. كذلك فإنّ الضرر بالغدد الصمّاء لدى الإناث تؤثّر على الهرمونات الأنثويّة وتؤدّي إلى بلبلة وعدم انتظام في مواقيت الدورة الشهريّة.
  6. العظام: يُدخل الدخان كمّيّات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون إلى الدم، ممّا يقلّل من كمّيّة الأكسجين الّتي يحملها الدم، وبالتالي يضرّ ذلك بالعظام ويؤدّي إلى هشاشتها، فيكون المدخّنون أكثر عرضة للكسور من غيرهم، وأقلّ استجابة للشفاء.
  7.  الحمل والرضاعة والقدرة الجنسية: المدخّنات يتعرّضن لصعوبات في فترة الحمل أكثر من غيرهنّ، كذلك قد يؤدّي تدخين النساء إلى الإجهاض أو الولادة المبكّرة وتأخّر نموّ الجنين أو نقص وزنه، ولربّما تشوّهات في تطوّره العقليّ. أمّا لدى الذكور المدخّنين، فهم عرضة لإنتاج حيوانات منوية غير طبيعيّة قد تسبّب إجهاضًا لدى شريكته أو تشوّهات خَلقيّة لدى الجنين. أضف إلى ذلك أنّ التدخين كثيرًا ما يؤدّي إلى العجز الجنسيّ وذلك لما يسبّبه الدخان من تضييق للأوعيّة الدمويّة في العضو الذكري.
  8. تعاطي المخدرات: قلّما تجد مدمنًا للمخدّرات لم يبدأ طريقه من السيجارة، بل تشير الأبحاث إلى ميول المدخّن -لا سيّما في فترة الشباب والمراهقة- لشرب الكحول وتناول المخدّرات، وهذا بالتالي له مؤثّرات سلبيّة لا تحصى، أبرزها فقدان الذاكرة وعدم القدرة على التركيز.
  9.  الجمال وتقليل الوزن: قد يلجأ بعضهم للتدخين نظرًا لأنّه يقلّل شهيّة الأكل، وبالتالي يأكل المدخّن كمّيات أقلّ من غير المدخّنين، فما حقيقة هذا الأمر؟ فرضًا سلّمنا بفقدان الشهيّة، ونجاح المدخّن بالتنحيف، إلّا أنّ التدخين يضرّ في جمال المدخّن، وذلك لأنّ الدّخان في الدورة الدمويّة يجعلها أكثر استهلاكًا لفيتامينA  وأكثر استهلاكًا لبروتين الجلد، ممّا يؤثّر على نضارته ويؤدّي بالتالي لأمراض جلديّة وتجاعيد وظهور مبكّر لعلامات الشيخوخة. هذا عدا عن أمور أخرى يسبّبها التدخين تضرّ بالأناقة والجمال، كرائحة الفم الكريهة واصفرار أطراف الأيدي والأسنان.
  10. خسارة مالية: المدمنون على التدخين يميلون إلى تفضيل شراء علبة الدخّان عن شراء أكثر الحاجيّات أساسيّة. أسعار السجائر في بلادنا ليست بسيطة، وتتراوح بالمعدّل 30 شاقلًا للعلبة الواحدة (20 سيجارة). في العام 2019 بلغت المصروفات السنويّة على منتجات الدخّان 10 مليارد شاقل.
  11. ضرر دماغيّ: ذكرنا أنّ التدخين قد يسبّب انسدادًا للأوعية الدمويّة، ومنها الأوعيّة الدمويّة الدماغيّة، وهذا قد يسبّب جلطة دماغيّة وشللًا وتدهورًا عقليًّا.

التدخين السلبيّ

وهم الأشخاص الّذين يتعرّضون لأضرار التدخين بشكل غير مباشر، وذلك كونهم يجالسون أو يعايشون أو يعملون مع مدخّنين، بمعنى أنّ المدخّن يقوم بالتدخين قرب غير مدخّن، فيستنشق غير المدخّن جزئيات المواد السامّة الّتي تخرج من السيجارة عن غير وعي ولا قصد.

تشير الأبحاث إلى الضرر الكبير الّذي يلحق بالمدخّنين السلبيين، لا سيّما الأطفال والمرضى وكبار السنّ، حيث أنّ تركيز الموادّ الضارّة الّتي يستنشقونها لا تقلّ عمّا يستنشقه المدخّن بشكل مباشر، ولذلك هم عرضة لكافّة الأضرار الّتي ذكرناها آنفًا، فيما عدا الضرر المادّيّ. فقط في بلادنا، ووفقًا لاستطلاع أجرته منظّمة الصحّة العالميّة، تبيّن أنّ 35% من المواطنين يتعرّضون للتدخين السلبي.

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة