النظام الغذائي صحّة نفسيّة أيضًا

النظام الغذائي صحّة نفسيّة أيضًا

كلّما تحدّثنا عن ضرورة الحفاظ على برنامج تغذية متوازن وصحّي، ارتبطت هذه النصائح بصحّتنا الجسديّة والوقاية من الأمراض المختلفة، كالسكّري ودهنيّات في الدم وأمراض القلب والكلى وما إلى ذلك من الأمراض الّتي لها علاقة مباشرة مع أنواع الغذاء. هذه تأثيرات هامّة، حقيقيّة، ولا يمكن تجاهلها.

ولكن، ليس فقط!

من الضروري أن نشير إلى التأثيرات النفسيّة والعاطفيّة الّتي لها علاقة وثيقة بالتغذية وأنماطها، حيث أنّ الاستهتار بالتغذية، أو إطلاق الرغبات الغذائيّة على عواهنها، تؤدّي إلى أجسام غير متناسقة، منها سمنة مفرطة، أو حتّى سوء تغذية يؤدّي إلى تآكل جسدي ونحافة قاسية وشديدة. عدم التناسق هذا يؤدّي إلى خيبات أمل من الوزن، وبالتالي يُدخل الواحد منّا إلى ضائقة نفسيّة فعاطفيّة وغيرها.

ونضرب مثالًا آخر على التأثيرات النفسيّة حين لا يحرص الفرد على برنامج غذائيّ متوازن: قد يظنّ البعض أنّ امتناعهم التام عن الحلويات هو أمر لا بدّ منه لإنقاص الوزن، وفعلًا الامتناع عن السكّر يساهم كثيرًا في إنقاص الوزن، ولكن هناك أنواع من السكّر لها فوائدها، مثل الّذي يدخل أجسامنا من البقوليّات، حيث أنّ انعدامه يؤدّي إلى تعب وإرهاق وبالتالي حالة نفسيّة قد تتعقّد مع الأيّام، لذا من الضروري التواصل مع خبراء التغذية لبناء برنامج غذائيّ متوازن، يحصل من خلاله الجسم على كافّة المتطلّبات الأساسيّة. وليس السكّر والحلويات فقط، فالتجويع عمدًا بهدف إنقاص الوزن ليس بالأمر الصحّي، حتّى على الصعيد النفسي، حيث يتعرّض الجائع إلى نوبات عصبيّة واضطرابات أخرى تتعلّق بالنفسيّة.

تؤكّد الأبحاث أنّ التغذية الصحّيّة تؤثّر إيجابًا، ليس فقط على الصحّة الجسديّة، بل وأيضًا على النفسيّة والعاطفيّة، وترفع من مستوى جودة الحياة.

ولنأخذ مثالًا آخر، حيث أنّ بعض الجراثيم المعروفة تصيب الأمعاء، والّتي هي جزء من المنظومة الهضميّة في الجسم، وتؤكّد التجارب والأبحاث بأنّ هذه الجرثومة لا تؤثّر فقط على الصحّة، وإنّما تؤدّي إلى اكتئاب وإلى حالات قلق وخوف متواصلة. أفضل علاج لهذه الجرثومة هو اتّباع الحمية وبرنامج غذائيّ صحّي، سليم ومتوازن.

العقل السليم في الجسم السليم، هو أكثر من مجرّد شعار!

شارك المقال:

تواصل معنا

لأيّ تساؤل أو استفسار أو اقتراح، اترك تفاصيلك، وسنعود إليك بأقرب فرصة