ملاحظات حول الغرق

كنّا قد حذّرنا في منشورات سابقة حول موضوع الغرق وارتفاع وتيرته في العطلة الصيفيّة، حيث تسافر العائلات كثيرًا إلى البحار والبحيرات والبرك، كذلك بيّنا في الإسعافات الأوليّة كيف نتعامل مع حالات الغرق.
في هذه المقالة، سنشير إلى ملاحظات وتوجيهات أو توصيات عامّة، منها ما هو جديد، ومنها توصيات أشرنا إليها مسبقًا، لكنّنا نؤكّد عليها مرّة أخرى، نظرًا لأهمّيّة وخطورة الموضوع.
قواعد أساسيّة – لا يسبح إلّا من تعلّم السباحة على أصولها وتمكّن منها، ولا نسبح إلّا في الشواطئ المعدّة للسباحة، والّتي يعمل فيها منقذ أو أكثر، أمّا الأطفال والأولاد فلا يدخلون الماء دون مرافقة أحد الكبار ولو كانوا يتقنون السباحة.
كيف نعرف أنّ الشخص يغرق؟
الغرق الحقيقي لا صراخ فيه، هو غرق صامت، لذا حينما نلاحظ أنّ الّذي يسبح قد صمت فجأة فعلينا أن نعلم أنّ فمه بدأ يمتلئ ماءً، وأنّه يغرق، كما أنّك ترى يديه منتصبة وعاجزة عن التحرّك للأمام.
كيف تنقذ نفسك إذا شعرت بالغرق؟
- الهدوء ثمّ الهدوء، وعدم الدخول في حالة توتّر، حاول أن تحافظ على توازنك وهدوئك. نعم هو أمر ليس بالهيّن، لكنّ الهدوء منقذ للحياة.
- لا ترفع يديك فوق رأسك ولا تقاوم، بل استرخِ تمامًا.
- إن كانت عليك أشياء ثقيلة تخلّص منها.
- احبس أنفاسك، وأمل رأسك للخلف بحيث يكون وجهك للسماء كي تُخرج أنفك وفمك من الماء.
- كلّما نجحت بأن تستنشق بعمق، افعلها.
- إذا نجحت بالتمسّك بأي جسم عائم، فتمسّك به واطلب المساعدة.
- حين تصلك المساعدة تعاون معها بهدوء، دون خوف أو ذعر، فهذا قد يربك وربّما يؤدّي إلى غرق متسلسل.
ماذا نفعل حينما نرى من يغرق؟
- ندخل المياه للمساعدة في حال كنّا نعرف كيفيّة إنقاذ الغريق، وإلّا فنحن عرضة للغرق المتسلسل، والّذي قد يحدث حينما يدخل الشخص لإنقاذ من يغرق وهو لا يتقن السباحة أو لا يتقن الإنقاذ، فيغرق كلاهما.
- علينا أن نصرخ بصوت عالٍ طالبين النجدة وباحثين عن منقذ، لعلّه يكون قريبًا.
- نبحث مباشرة عن ألواح خشبيّة وأجسام تعوم، ونرمي بها للّذي يغرق كي يتمسّك بها.
مفاهيم خاطئة
- هذه بركة صغيرة، لا يمكن أن نغرق بها - الغرق قد يحدث حتّى في برك صغيرة وغير عميقة، لا سيّما الأطفال وكذلك الأولاد الّذين لا يتقنون السباحة.
- أنا أتقن السباحة إذن لن أغرق - حتّى لو أتقنت السباحة فيمكن للتعب أن يتغلّب على مهاراتك، كذلك يمكن أن تصاب بتشنّجات عضليّة تعيق حركاتك، وقد تتعرّض لإصابة ما تعيقك عن الحركة، لذا حتّى وإن كنت سبّاحًا ماهرًا فلا تدخل إلّا الشواطئ المعدّة للسباحة، والّتي يتواجد فيها منقذ.
- هيّا نبني سلسلة بشريّة – بناء سلسلة "يدًا بيد" لإنقاذ الغريق هو أمر خطير، فبمجرّد أن يكسر واحد من هذه السلسلة التوازن قد يعرّض ذلك العديد للغرق، لا سيّما الّذين لا يتقنون السباحة.
- العجلة المنفوخة تحمي طفلي من الغرق - علينا الانتباه جيّدًا، فأوّلًا ممكن أن يخرج الهواء من العجلة لسبب أو لآخر، ثمّ لو تعب الطفل وغفا لتقلّصت عضلاته وحينها يمكن أن يفلت ويسقط من العجلة ونحن لاهين عنه.
ملاحظة أخيرة: قد نتهاون في عمليّة الإحماء قبل الدخول إلى المسبح، لكن هذه العمليّة قد تكون مُنقذة حتّى لأمهر الناس في السباحة، إذ تمنع تشنّج العضلات والّتي عادة ما تكون سببًا في الغرق.